إتفاقية تاريخية بين البرلمان المغربي وبرلمان دول الأنديز لأمريكا اللاتينية ودعمٌ قوي لمغربية الصحراء
زنقة 20. الرباط | تصوير: محمد أربعي
تم اليوم الخميس بالرباط التوقيع على مذكرة تفاهم بين برلمان المملكة المغربية وبرلمان الأنديز.
وبموجب مذكرة التفاهم ، التي وقعها عن الجانب المغربي رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي ورئيس مجلس المستشارين حكيم بن شماش، وعن برلمان الأنديز رئيسه فرناندو ميزا وأمينه العام إدواردو شيليكينغا مازون، يلتزم الطرفان بوضع إطار للحوار السياسي والتعاون البرلماني، من أجل توحيد الجهود وتنسيق المواقف، خاصة في إطار المنظمات الدولية لما فيه صالح شعوب المنطقتين، وإرساء قنوات التواصل والتفاعل البرلماني من خلال تبادل الزيارات والخبرات والتجارب والمعلومات والوثائق.
ونصت المذكرة على تفعيل صفة البرلمان المغربي بمجلسيه كعضو ملاحظ دائم لدى برلمان الأنديز وتمتيعه بصفة شريك متقدم مع ما يترتب عن ذلك بالنسبة لبرلمان المملكة المغربية من حقوق وواجبات منصوص عليها في النظام الداخلي لبرلمان الأنديز وكذا شروط المشاركة المنصوص عليها في هذه الاتفاقية.
وجاء في المذكرة أنه يحق لمن تم اعتماده من ممثلين وممثلات للبرلمان المغربي بمجلسيه المشاركة في الجلسات العامة وفي اللجان الدائمة والمهام الرسمية التي سيعينون للقيام بها من طرف الجلسة العامة ومكتب البرلمان، ويحق لهم المشاركة بالرأي، دون الحق في التصويت، وذلك وفقا للشروط المنصوص عليها في قوانين برلمان الأنديز المطبقة في مثل هذه الحالة.
ويأتي التوقيع على مذكرة التفاهم اعتبارا لروابط التفاهم والصداقة والتعاون التي تجمع المملكة المغربية ببلدان منطقة الأنديز؛ وللجهود التي تبذلها المملكة والبلدان الأعضاء في برلمان الأنديز من أجل توطيد البناء الديمقراطي وتعزيز صيانة حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، ونشر قيم التسامح والسلام؛ وكذا اقتناعا بأهمية العمل البرلماني في إطار المنظومة الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المدرجة بجدول أعمال الأمم المتحدة 2030، واتفاق باريس بشأن التغيرات المناخية، وكذا تحديد المبادرات وتطوير الآليات التنظيمية لمقاربة مختلف الاشكاليات ذات الصلة بمختلف القضايا المشتركة.
كما تأتي تأكيدا للالتزام المشترك بتنفيذ آليات الحوار السياسي والتعاون الدبلوماسي البرلماني، التي تسهم في تعزيز العلاقات بين المملكة المغربية وبرلمان الأنديز، بهدف بلورة برنامج عمل مشترك في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية، والأكاديمية والدبلوماسية والثقافية.
وبهذه المناسبة، قال الحبيب المالكي، في تصريح للصحافة، إن التوقيع على مذكرة التفاهم تعد ” حدثا ديبلوماسيا وسياسيا جد مهم “، مشددا على أن هذه الخطوة ” ستفتح بدون شك آفاق جديدة في مجال التعاون بين المؤسستين التشريعيتين “.
وذكر المالكي بأن البرلمان المغربي أسس منذ أزيد من 20 سنة لعلاقات جد متقدمة مع هذه المؤسسة التشريعية الإقليمية، مضيفا أنه ” بموجب هذه المذكرة أصبحنا شريكا متقدما سنساهم في اللجان والجلسات العامة بدون تصويت وهي مناسبة للتعريف بكل القضايا التي نعتبرها ضمن الأولويات وعلى رأسها القضية الوطنية”.
وثمن رئيس مجلس النواب، في هذا الصدد، موقف برلمان الأنديز الذي “نعتبره داعما لمبادرة الحكم الذاتي المغربية”، معتبرا أن التحول في العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية يعد ” ثمرة الديبلوماسية المغربية بجميع أبعادها وأشكالها”.
من جانبه، ذكر حكيم بن شماش، في تصريح مماثل، بأن رئيس ووفد برلمان منطقة الانديز قاما، أمس الأربعاء، بزيارة لمدينة العيون وأجريا مباحثات مع شيوخ وأعيان ومنتخبي ساكنة الأقاليم الجنوبية “توج بالاعلان عن موقف قوي فيه دعم للوحدة الترابية للممكلة وتأييد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي”، مبرزا أن “هذا الموقف المتقدم هو ثمرة مجهود كبير ساهمت فيه الديبلوماسية البرلمانية”.
وقال رئيس مجلس المستشارين إن التوقيع على مذكرة التفاهم سيمكن من “الترافع عن قضايانا ومصالح المغرب العليا وكذا عن القضايا والتوجهات الكبرى للمملكة”.
وأكد أن ” هناك في الآفق امكانية بلورة شراكات منتجة في اطار علاقات جنوب- جنوب”، مضيفا أن هناك مشروع آخر “اشتغلنا عليه لمدة سنة ونصف تقريبا مع أصدقائنا في أمريكا اللاتينية وهو يحظى بموافقة وتأييد عدد من برلمانات القارة الافريقية وامريكا اللاتينية، والمتمثل في مشروع تأسيس منتدى برلماني يجمع برلمانات القارتين من أجل الدفاع عن مصالح والترافع عن قضايا شعوبهما في عالم يفرض علينا الكثير من التحديات والقيود”.
بدوره، قال فرناندو ميزا إن برلمان الأنديز، سيضم ابتداء من اليوم، “عضوا خاصا” يتمثل في المملكة المغربية.
وأشار إلى أنه تم التوقيع على اتفاقية مع المملكة المغربية للتعاون الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وذلك “من أجل تعزيز الروابط بين شعوبنا، ومعرفة بعضهم بعضا بشكل أفضل”.