زنقة 20. الرباط
وجه مغاربة مواقع التواصل الاجتماعي صفعة قوية ملحقين هزيمة قاسية بشركات التواصل ‘Boites de communication’ التي تتفنن في بيع الكلام المعسول مقابل مليارات السنتيمات.
وتمكن المغاربة من تلقين درس قاسي بنجاح حملة المقاطعة لهذه الشركات التي تتربع سنوياً على ميزانيات ضخمة بصفقات تقدر بالمليارات.
وخلال هذه الحملة، اكتشف الجميع فشل دور هذه الشركات في التوفر على تقنيات تدبير الأزمات رغم حصولها على مليارات مقابل خدماتها سنوياً.
وفي الوقت الذي لم يتتوقع هذه الشركات استفاقة المغاربة للوقوف بشكل موحد من خلف شاشات الهواتف الذكية، فان هذه الشركات بقيت مصدومة من نجاح جزء من المغاربة في توجيه رسائل يأسلوب حضاري تجاوز مع درسه مسؤولو هذه الشركات التي همها الوحيد هو الأرباح.
وتبين من خلال نجاح المقاطعة، أن وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة جد فعالة لتوجيه الرأي العام سياسياً واقتصادياً في الوقت الذي لازال السياسيون والأحزاب والشركات يجهلون هذا الأمر.
من بين الدروس المستقاة أيضاً هو بروز قوة شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل جيل جديد من الاحتجاج بعيداً عن المواجهة مع الأمن، معبراً بذلك عن النضج الالكتروني للمغاربة في مواجهة الاقصاء و التهميش و اللامبالاة.
ومما يمكن استخلاصه هو تماسك المغاربة وسقوط قناع المستثمرين في ‘التكليخ’ الاعلامي و الرقمي من رجال أعمال وسياسيين أثبتوا فشلهم في عدة قطاعات وزارية و حزبية ولازالوا متمسكون باثبات العكس دون جدوى.
الرسالة الأخرى التي بعث بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هي ضرورة تغيير الأحزاب لاستراتيجياتهم قبيل الانتخابات المقبلة بعدما أصبح الفيسبوك يشكل قوة ضاربة تصنع الرأي العام و تؤثر بشكل عميق.
ما استغرب له البعض من المشككين في قدرة المغاربة، هي انخراطه شرائح واسعة من الشعب في حملة المقاطعة ليشمل الفئات الغير المتعلمة.
درس آخر من الحملة، يكشف سهولة تنزيل الاحتجاج من مواقع التواصل الاجتماعي على أرض الواقع بشكل سريع وبتحاوب أسرع بمواكبة الاعلام الهادف رغم تسلط اعلام ‘المرقة’.
وفي الإخير فان من وصفوا بالخونة والمداويخ هزموا ‘العلب’ التي تلتهم المليارات وتترك زبنائها يتلقون الضربات على طريقة حلبة الملاكمة.