محامية مغربية تروي تفاصيل طردها من قبل قاضي في محكمة إيطالية بسبب حجابها

زنقة 20 . الرباط

قالت المحامية المغربية، أسماء بلفقير التي أبعدها قاض من قاعة المحكمة في مدينة بولونيا شمال شرقي إيطاليا الأسبوع الماضي بسبب ارتدائها الحجاب إنه “لن يكون بإمكاني الدفاع عن موكليي وحقوقهم في الوقت الذي لا يحمي فيه أحد حقوقي”.

و أضافت بلفقير في حوار مع “الأناضول” أنه ” في حال أصبحت محامية أو قاضية يوما ما، لن يكون بإمكاني التعامل مع هذا النوع من التمييز، لن يكون بإمكاني الدفاع عن موكليي وحقوقهم في الوقت الذي لا يحمي فيه أحد حقوقي، لابد أن يحمي القانون الحريات الدينية والشخصية طالما لم تأثر على الآخرين سلبيا”.

وأوضحت المحامية المتدربة أنها علمت أن القاضي قال بعد مغادرتها القاعة “إن الأمر يتعلق باحترام ثقافتنا وتقاليدنا”، وعلقت قائلة “كان أمرا سيئا جدا أن أسمع أن القاضي فعل ذلك بدعوى احترام الثقافة والتقاليد .كنت في قاعة المحكمة لكي أتعلم مهنتي وأرى كيف من اللازم أن يُطبق القانون، وليس لأتعرض للإهانة بسبب ديني”.

وعن تفاصيل الموقف، قالت بلفقير، المغربية الأصل، “دخلت قاعة المحكمة الإدارية الإقليمية في بولونيا الأربعاء الماضي مع المحامين الآخرين الذين ينظرون في القضية، وبدأ القاضي جانكارلو موتساريللي يقول “إخلعي هذا” دون حتى أن يذكر كلمة الحجاب، ودون أن ينظر إلي، فاعتقدت أنه يطلب من أحدهم خلع معطفه أو ماشابهه، ولم أتخيل أبدا أنه من الممكن أن يطلب مني خلع الحجاب”.

وأضافت أنها شعرت بالغضب عندما فهمت مراد القاضي وسألته “هل تقصد حجابي؟”، فرد عليها “نعم عليك أن تخلعيه إذا أردت البقاء في قاعة المحكمة”، فردت عليه “لا أستطيع أن أخلع حجابي، سأغادر القاعة”.

وأشارت إلى أن بعض من أرسل لها رسائل دعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي قال إن في هذه الحالة يجب عدم السماح للراهبات أيضا بدخول قاعة المحكمة، وعلقت قائلة “أنا متأكدة أن هذا القاضي لن يطلب أبدا من راهبة خلع غطاء رأسها، لأن الراهبات لا يقمن بإهانة ثقافته بغطاء رأسهم”، مضيفة أنها سمعت الكثير عن طريقة عمل هذا القاضي وأرائه الشخصية.

وأكدت المحامية المغربية أن القاضي لا بد أن يكون على علم بسبب ارتدائها الحجاب وأنه لا يؤثر على سير المحاكمة ولا على مؤهلاتها المهنية باعتبارها محامية تحت التدريب.

ولفتت بلفقير إلى تلقيها سيلا مستمرا، من رسائل الدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والهاتف، من إيطاليا وتركيا ومناطق مختلفة حول العالم، وعلقت على ذلك قائلة “لا أزال أشعر بالغضب بسبب ما حدث إلا أنني تلقيت دعما فاق خيالي، وخفف ذلك عني وطئة يوم فظيع.وقف بجانبي عدد كبير من الأشخاص والمؤسسات والسياسيين والأكاديميين، أنا لست وحيدة، النساء المسلمات لسن وحيدات”.

و تجدر الاشارة إلى أن مجلس الدولة في إيطاليا، طالب يوم الأربعاء الماضي ، بتوضيحات حول واقعة قيام قاض بإبعاد المحامية المغربية أسماء بلفقير من قاعة إحدى محاكم البلاد بسبب رفضها نزع حجاب الرأس خلال الجلسة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد