العثماني يعترف:’جرادة لم تستفد من ثمار التنمية ببلادنا وسنواصل سحب رخص المعادن ممن لا يحترم دفتر التحملات’
زنقة 20. الرباط
أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني أن “إلغاء رخص المعادن، لمن لم يحترم القوانين، ورش انطلق ولن يتوقف”، معبرا عن أسفه الشديد لحادث مقتل شابين في منجم قديم لاستخراج الفحم بمنطقة جرادة.
وقال رئيس الحكومة، في كلمة خلال الاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي اليوم الخميس، “إنه تأثر كثيرا لهذا الحدث المأساوي والمؤسف الذي منذ وقوعه، قامت الحكومة بالتواصل بشكل مستمر مع السلطات الإقليمية والإدارات الخارجية لمختلف الوزارات محليا وجهويا وبعقد اجتماعات متتالية، لأن منهجنا هو الإنصات والاستجابة للمطالب المشروعة، فمن واجبنا كحكومة أن نستجيب لها، بطبيعة الحال في إطار الممكن، وهذا منهجنا سواء في جرادة أو في غيرها”.
وتوقف رئيس الحكومة عند الإشكالات التي يعرفها قطاع المعادن في المغرب، موضحا أن الحكومة “واعية بالمشاكل التي يطرحها منح الرخص، سواء تعلق الأمر بعدم التزام أصحابها بالشروط القانونية الواردة في دفاتر التحملات أو عدم احترام مساطر الترخيص أو عدم احترام حقوق اليد العاملة”. وأكد في هذا الصدد، أنه تم في المرحلة الأخيرة، إلغاء 1400 رخصة معادن على المستوى الوطني “وهذا ليس شيئا بسيطا، بل هو ورش انطلق ولن نوقفه، بل سنسير فيه تدريجيا”.
ومقابل إلغاء رخص لم يحترم أصحابها الشروط القانونية، كشف رئيس الحكومة عن منح رخص لمن يمكنهم استغلالها وفق القانون وفي احترام تام لحقوق اليد العاملة. وقال في هذا السياق “سنحرص على هذه الأمور في جرادة وفي غيرها من المناطق، علما أنه كانت هناك بعض الوعود بإعطاء رخص جديدة بجرادة أو إيجاد وسائل كدمج البعد الاجتماعي مع البعد الاقتصادي بإنشاء مثلا تعاونيات خاصة بمستخرجي المعادن”، مشيرا إلى أن “هذه من الحلول المطروحة وغيرها من الحلول الأخرى التي سننكب عليها، في تواصل مستمر مع المواطنين والاستماع إليهم وفاء لشعارنا (الإنصات والإنجاز)”.
وأشار رئيس الحكومة إلى أنه منذ حادث وفاة شابين في جرادة، انطلق الحوار وقامت السلطات الإقليمية والولائية بجهد كبير مع ممثلي الإدارات الخارجية، جهويا ومحليا. كما حل وزير الطاقة والمعادن بالمنطقة وأجرى حوارا مع مختلف الأطراف، ومع ممثلي شباب جرادة، والآن هناك دراسة عدد من المطالب.
وشدد العثماني على ضرورة الاعتراف بأن “هناك مناطق محددة، بحكم التاريخ وبحكم عدد من الظروف الأخرى، لا تعيش تطورا اقتصاديا على غرار مناطق أخرى”، معبرا عن أسفه لكون هذه المناطق تأخرت في الاستفادة من ثمار التنمية بالمملكة “وهذه أمور نقولها وواعون بها، وهي مناطق تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وهذا ما سيتم في جرادة من خلال العمل على تنفيذ وعود تنموية سابقة لم تجد طريقها كاملة إلى الواقع أو تنفيذ خطط وبرامج تنموية جديدة ليستطيع أبناؤها إيجاد الشغل وإمكانيات العمل والعيش الكريم”.