“حمّالات” في المغرب و “بغال” في إسبانيا

زنقة 20 . أ ف ب

على الحدود بين المغرب وجيب سبتة، تسير آلاف النساء محنيات الظهور تحت ثقل البضائع التي ينقلنها في ما يشبه أشغالاً شاقة لتجارة منظمة ومزدهرة. ويطلق على هؤلاء النسوة في المغرب اسم “الحمّالات”.

وفي الجانب الآخر من الحدود، يسمين “النساء البغال”، بسبب الطرود التي ينقلنها، ويكون وزنها في بعض الأحيان أثقل منهن. كان الوقت مازال ليلاً عندما تشكل صف منضبط أمام المعبر الحدودي المخصص للمشاة على هضبة تطل على البحر المتوسط بين مدينة فنيدق المغربية ومدينة سبتة الإسبانية، التي تتمتع بوضع “ميناء حر”.

في الصباح الباكر، وبعد عمليات تدقيق روتينية، تدخل النسوة المنطقة الإسبانية الصغيرة، التي تبلغ مساحتها 18.5 كيلومتراً مربعاً، وتشكل مع مليلية -الجيب الإسباني الآخر في المغرب- واحداً من النقطتين البريتين الحدوديتين للاتحاد الأوروبي مع إفريقيا.

ويقود الطريق إلى منطقة تجارية أنشئت في 2004 بالقرب من الجمارك، لتخفيف الضغط عن وسط المدينة، الذي كان في الماضي مزدحماً بآلاف التجار المغاربة، الذين يتوجهون يومياً إلى المكان للحصول على مؤن.

في المنطقة التجارية مستودعات هائلة تضم كل أنواع البضائع، من ملابس مستوردة من الصين إلى الآلات الكهربائية المنزلية ومواد غذائية وقطع التزيين، أما الأسعار فمحددة باليورو، لكن الثمن يدفع بالدرهم. عند مدخل كل هنغار، تتبع “الحمالات” التعليمات، ويقمن بتحميل أكياس كبيرة مستطيلة الشكل بواسطة حبال، ثم يحصلن على بطاقة تتضمن المبلغ الذي سيحصلن عليه بعد إنجاز مهمتهن.

وتقول فاطمة، التي انحنى ظهرها تحت ثقل حمولتها، “الحبل يسبب لي الألم (…) الكيس ثقيل جداً، قالوا لي إنه يزن خمسين كيلوغراماً، لكن لا يمكنني التحقق من ذلك”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد