زنقة 20. الرباط
بدأت الأزمة الخليجية تلقي بظلالها على العلاقات السعودية التركية بشكل جدي أكثر من أي وقت مضى مع تصلب أنقرة في موقفها المنحاز لحليفها القطري.
وفي أقوى تصريحات له دعمًا لقطر منذ بدء الأزمة معها قبل نحو ثلاثة أسابيع، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد، إن الدعوة لسحب القوات التركية تنم عن عدم احترام وإن الدوحة التي وصفت المطالب بأنها غير معقولة تسير في الطريق الصحيح.
ومن المرجح أن يثير هذا الموقف الجديد من أردوغان، حفيظة الدول المقاطعة وعلى رأسها السعودية.
ونفت السفارة السعودية في تركيا، اليوم الأحد، صحة بيان منسوب لها يطلب من السعوديين عدم السفر إلى تركيا.
وجاء هذا النفي ليشي بتأزم -على الأقل على المستوى الشعبي- في علاقات الرياض وأنقرة، التي تشكل الأزمة الخليجية الخليجية تهديدًا جديًا لها بعد نحو عامين من التحسن الملحوظ.
ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية ومواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، تشهد مطالبات حثيثة بمقاطعة تركيا.
وتحدث أردوغان في تصريحه اليوم الأحد، بأن بلاده طلبت إقامة قاعدة عسكرية في السعودية ولم تتلق ردًا على طلبها لحد الآن.
وكانت السعودية قد ردت على الطلب التركي قبل أيام، لكنها لم تخص أنقرة بمراسلة دبلوماسية بهذا الشأن، واكتفت بحديث مصدر مسؤول نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية برفض الطلب التركي بشكل حاسم.
ووصف الكاتب السعودي خالد السليمان حينها، الطلب التركي بأنه يشكل “وقاحة لا تغتفر”.
ويجمع المحللون على أنه إذا ما أرادت الدول المقاطعة معاقبة تركيا على موقفها المنحاز لقطر، فإن العواقب ستكون وخيمة على الاقتصاد التركي.
ووفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي، بلغ حجم التجارة التركية مع قطر 710 ملايين دولار في العام الماضي، بينما بلغ حجم تجارتها مع السعودية لوحدها 5 مليارات دولار.
قرار خاطئ
ووفقًا لمحللين، فإن دعم أردوغان لقطر نابع من موقف شخصي يتعلق بالتأييد المشترك لجماعة الإخوان والجماعات المرتبطة بهم في الشرق الأوسط.
وفي وقت سابق، قال أوزترك يلماز، وهو سفير سابق يعمل الآن كمُشرع مع حزب الشعب الجمهوري، وهو أكبر حزب معارض في تركيا، إن “القرار الذي اتخذه الرئيس أردوغان قرار خاطئ. وانتماؤه إلى جماعة الإخوان المسلمين هو أكثر أهمية له من علاقته مع المملكة العربية السعودية وحلفائها والولايات المتحدة الأمريكية وبلدان أخرى”.
وأضاف أن “الانحياز لقطر ضد حلفاء عرب آخرين سيعود بنتائج عكسية إن آجلًا أم عاجلًا”.
وقال بولنت جولتكين، المدير السابق لبنك تركيا المركزي، والذي يُدرس في جامعة بنسلفانيا “لقد أصبحت السياسة الخارجية التركية شخصية للغاية، تمامًا مثل سياساتها الداخلية.
ففي السياسة الداخلية لعب ذلك في صالح أردوغان في كل مرة. ولكن عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية، يمكن القول إن الرئيس أوقع نفسه في ورطة لأنه يتصرف باندفاع”.
ويرى إلهان أوزجيل، المحلل البارز في العلاقات الدولية، أن سياسة تركيا المؤيدة لقطر تشكل مخاطر جسيمة على نفسها، وقال لوكالة شينخوا: “من خلال اتخاذ صف الجانب القطري، تواجه تركيا كتلة سنية ضخمة تمتد من شمال إفريقيا إلى المالديف”.