زنقة 20. رجاء بوديل
خلف ثنايا الألم الذي اعتصر قلوب “البيجيديين” والزلزال الكبير الذي هز الأرض من تحت أرجلهم، بعد قرار إعفاء الملك محمد السادس لزعيمهم عبد الإله بنكيران، يوم الأربعاء 15 مارس الماضي، هناك قصة خفية تحكي ما جرى في الدقائق الأخيرة من صدور بلاغ الديوان الملكي.
وحسب أسبوعية “الأيام”، فإن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قبل يومين من إعفائه كتب وثيقة وسارع بالاتصال بالديوان الملكي، من أجل لقاء الملك محمد السادس لكي يشرح له ما جرى، لكن زعيم “البيجيدي” سيتفاجأ باستدعائه إلى القصر ساعات قبل إعفائه، ظنا منه أنه سيحظى بالاستقبال الملكي، إلا أنه صدم ليجد نفسه وسط لجنة ملكية من مستشاري الديوان الملكي وبما سيعتزم فعله بعد 24 ساعة، بعد أن مرت 6 أشهر على البلوكاج.
في صبيحة يوم الخميس 16 مارس الماضي، وبعد ساعات من إعفائه، قرر زعيم البيجيدي أن يخبر قيادة الحزب بخبر الإعفاء من مستشاري الملك وليس من الملك محمد السادس شخصيا.
وأكد نفس المصدر، أن تعيين الملك لسعد الدين العثماني كان مفاجئا لهذا الأخير ولم يكن يتوقعه، لأن الأسماء التي كانت مرشحة لخلافة بنكيران هي المصطفى الرميد وعزيز الرباح، لذلك فعندما تلقى خبر انتقاله للقصر وتعيينه رئيسا للحكومة، سعى في الدقائق الأولى بعد استقباله من طرف الملك محمد السادس لامتلاك أوراق جديدة وهو يدير مفاوضات الحكومة.
وكشفت “الأيام”، أن العثماني طلب من الملك أثناء استقباله أن يكتب حرفيا رسالتهم إلى مناضلي الحزب، وهي من أقوى كواليس الحديث الذي دار بين العثماني والملك، وجاء فيها أن “الملك مصر على احترام المنهجية الديموقراطية التي بوأت البيجيدي الرتبة الأولى وحريص على استمراره في الرئاسة”.
وبالرغم من أن الكثيرين يعتقدون ان العثماني شخص سهل أو حائط قصير، إلا أنهم مخطئون لأنه دبر التحالفات وتشكيل الحكومة بطريقة شرسة لا يعرفها غيره، حيث خاطب الملك بقوله: “سيدنا أنا لست هو بنكيران ومغديش نقدر على الأحزاب لوحدي، إلى وقع شي مشكل غادي نرجع ليك”، وهو ما كان للعثماني ونجح في تشكيل الحكومة بدون “بلوكاج”.