زنقة 20. رجاء بوديل
بعد أن تحسرت على عهد بنكيران، وتحدثت بلغة التشفي في السلطات حول ما يقع من احتقان اجتماعي في الريف، خرج المفكر الأمازيغي، أحمد عصيد،ليؤكد أن ما عبرت عنه القيادية بحزب العدالة والتنمية، آمنة ما العينين، من “تشفٍ” في السلطة بسبب تزايد حراك الشارع بالحسيمة، لا يمكن أن يعتبر موقفا مسؤولا.
وأورد عصيد في تدوينة على صفحته بموقع “الفايس بوك”:” ماء العينين اعتبرت أن ما يحدث بالريف هو من نتائج إبعاد بنكيران عن الحكومة، كما أشارت إلى أن السلطة بذلت كل جهودها لاختلاق مسيرات وهمية ضد حزب العدالة والتنمية، وها هي المسيرات الفعلية تندلع ضد السلطة”.
واعتبر الناشط الأمازيغي، أن حراك الحسيمة انطلق وبنكيران رئيس الحكومة، ولم يقم بأي شيء لصالح السكان المعنيين، بقدر ما دعا أتباعه ـ ومنهم السيدة ماء العينين ـ إلى عدم الالتحاق بالحراك وعدم دعمه، وظل على هذا الموقف حتى غادر منصبه، مشيرا إلى أن الحراك استمر لمدة سبعة أشهر ومنها الشهور الخمسة التي قضاها بنكيران فيما أصبح يسمى بـ”البلوكاج”.
في ذات السياق، أكد المتحدث أن سكان الحسيمة ليسوا من أنصار حزب المصباح ولم يتكتلوا حوله قط، ويعتبره الناطقون باسم الحراك أداة من أدوات المخزن كغيره من الأحزاب الحكومية.
وذكَّر أحمد عصيد بـ”أن مدة الولاية الحكومية لبنكيران لم تعرف فقط مسيرات مفبركة من طرف السلطة ضدّ حزب العدالة والتنمية كما قالت السيدة آمنة، والتي كانت مسيرة واحدة أدانها الجميع وسخروا منها، بل عرفت هذه المدة أيضا مئات المسيرات والوقفات والأشكال الاحتجاجية ضد القرارات اللاشعبية لحكومة بنكيران، لم تكن مؤامرة من السلطة بقدر ما نظمتها النقابات والجمعيات الحقوقية والأساتذة المتدربون والأطباء والممرضون والحركة الأمازيغية والحركة النسائية والمعاقون والمعطلون والنساء السلاليات وسكان القبائل في موضوع الأرض والملك الغابوي واستغلال المناجم إلخ .. ولا ندري كيف تذكرت السيدة آمنة مسيرة واحدة من فبركة السلطة ونسيت كل هذا المد النضالي الذي لم ينقطع قط، والذي ردّ عليه بنكيران بالاستخفاف والهجاء وأحيانا بالسب والشتم”.
من جهتها هاجمت القيادية بـ”البيجيدي”، أحمد عصيد، قائلة: ” عصيد حاول أن يعطيني دروسا عن معنى المسؤولية، هنا أريد أن أذكره أنه ليس مؤهلا بالبت والمطلق لاعطائي دروسا في الممارسة السياسية أو التعبير الحر عن الرأي أنا التي خبرت معنى التمثيل الانتخابي ومشروعيته ومسؤوليته قبل سن الثلاثين بكثير،معنى المسؤولية هو الذي جعلني أنتخب ب 23 ألف صوت انتزعتها مع حزبي بشرف يوم كان عصيد يحشد كل أنواع الوسائل المشروعة وغير المشروعة لمواجهة حزبي وتياره المجتمعي”.
وأضافت ماء العينين، في تدوينة ردت فيها بشكل “شرس” على المفكر الأمازيغي: “رسالة أخيرة للسيد عصيد، رهاناتي غير رهاناتك واختياراتي بعيدة بعد السماء والأرض عن اختياراتك في الحياة. ومع ذلك دافعت عنك يوم اخترقوا حياتك الخاصة ولعبوا معك بغير قواعد احترام الاختلاف وتدبيره الديمقراطي. وسائلي غير وسائلك فلن أحاول يوما “نشريها لك” أو أؤول كلامك أو أقولك مالم تقل، ليس ذلك من شيمي وانما سأدافع عن حقك في التعبير عن رأيك بحرية دون أن أتعالم عليك لأنني حسمت مع نفسي ان الديمقراطية هي الحل سواء أحملتني أم حملت خصومي.استمر سيدي فلكل منا طريقه وقناعته”.