زنقة 20 . الرباط
صرح رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس أن محادثاته مع نظيره المغربي عبدالإله بن كيران تناولت إعداد خريطة طريق تستند إليها العلاقات الثنائية «الرفيعة» بين فرنسا والمغرب تشمل مكافحة الارهاب، لافتاً إلى أن اتفاق التعاون القضائي بين البلدين سيوقَّع في الرباط بحضور الملك محمد السادس.
وقال فالس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بن كيران إن هذا اللقاء هو الثاني بينهما منذ شهرين، إذ إنه زار الرباط في فاتح أبريل الماضي، ويهدف إلى مواكبة «إعادة احياء علاقاتنا الرفيعة».
وشهدت العلاقات الفرنسية – المغربية في الفترة الأخيرة انتكاسة كادت تصيبها بالجمود لأسباب عدة أبرزها شكوى قُدمت الى القضاء الفرنسي بحق رئيس جهاز المخابرات الداخلية المغربي عبداللطيف الحموشي بتهمة ممارسة التعذيب بحق معتقلين، ما اضطر الديبلوماسية الفرنسية إلى بذل جهود مكثفة من خلال الاتصالات والزيارات المتبادلة لتسوية الملف.
وأشار فالس إلى أن العلاقات الفرنسية – المغربية استعادت «متانتها العادية أي الشراكة الاستثنائية التي نريد الابقاء عليها» وأنه من هذا المنطلق تم اعداد خريطة طريق مكثفة للسنوات المقبلة تشمل مكافحة الارهاب باعتباره عائقاً أمام أمننا المشترك».
وتابع أن خريطة طريق العلاقات المغربية – الفرنسية تنص ايضاً على تأهيل الشباب ودعم جهود الرباط في دعم التعليم وانشاء مؤسسات فرنسية للتعليم العالي في المغرب.
وزاد رئيس الحكومة الفرنسية أنه تم رصد خط اعتماد بقيمة 25 مليون يورو لمساعدة المؤسسات الانتاجية الراغبة بالتواجد في المغرب، كما تم بحث تنسيق الجهود حول صيانة البيئة بما يساعد على توصل مؤتمر باريس حول المناخ، الذي يُعقَد بعد 6 أشهر، إلى اتفاق طموح.
من جهته، قال ابن كيران إن فرنسا «تبقى بلداً مميزاً لدينا معه علاقات مميزة بعد عام من الاضطراب، تم تجاوزه»، مؤكداً حرص بلاده على إبقاء علاقاته بفرنسا ودفعها نحو اطار من الشراكة.
وخفف ابن كيران من شأن ما ذُكِر عن اعتقال مغربي ثانٍ في تونس يشتبه بتورطه في الهجوم على متحف باردو، قائلاً إنه ليس لديه تفاصيل حول الملف.
إلى ذلك، تطرّق فالس الى اتفاق التعاون القضائي الذي سيتمّ ابرامه بين البلدين ويثير قدراً من التخوف في فرنسا، وقال: «لا داعي للتخوف من اتفاق بين بلدين صديقين لديهما التحليل نفسه لما يجري في العالم». ويهدف الاتفاق الى وضع اطار لتعاون قضائي فعال بين البلدين في ظل الحفاظ على استقلالية كل منهما. وأضاف: «أردنا الاستفادة من سوء التفاهم الذي حصل بيننا» العام الماضي مؤكداً أن الاتفاق سيُناقَش في البرلمان الفرنسي وسيؤدي إلى «تعزيز التعاون القضائي في الأمور التي تخص البلدين مع احترام مبادئنا ومؤسساتنا».
وأقام وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مأدبة غداء على شرف بن كيران والوفد المرافق له الذي ضم 12 وزيراً. كما استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رئيس الحكومة المغربية في قصر الاليزيه أمس.