زنقة 20 . سهام الفلاح
كشفت مصادر من الاغلبية الحكومية ان زعماء الاخيرة سيعكفون، نهاية الاسبوع الجاري، على وضع اللمسات الاخيرة على البرنامج الحكومي الذي اعدته اللجنة المكلفة بصياغته، والمشكلة من ممثل عن كل حزب من الاحزاب الستة، من اجل الانتهاء من صياغته قبل موعد انطلاق الدورة الربيعية للبرلمان المنتظر افتتاحها الاسبوع القادم.
و تنتظر النسخة الاولى من البرنامج الحكومي تأشير وموافقة زعماء التحالف الحكومي، على ان يتم إرجاعها الى اللجنة المكلفة بالصياغة لادخال التعديلات المقترحة، لافتة الى ان البرنامج الحكومي المرتقب يحاول الاستجابة في شقة الاكبر لما جاء في الخطاب الملكي بدكار.
و كان الخطاب الملكي الذي وجهه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ41 للمسيرة الخضراء من العاصمة السينغالية قد وضع الخطوط العريضة لأولويات الحكومة الحالية التي يقودها العثماني.
واعتبر العديد من المهتمين أن الخطاب الملكي من “دكار” كان مغايرا للخطابات الملكية بهذه المناسبة، سواء في تشكيلته الخطابية أو في أبعاده أو في دلالاته أو في رسائله.
و شدد الملك في خطابه الذي وصف بـ”التريخي” على تشكيل حكومة قوية وذلك بلغة حادة وصارمة، حينما قال “إن المغرب يحتاج لحكومة جادة ومسؤولة، غير أن الحكومة المقبلة لا ينبغي أن تكون مسألة حسابية تتعلق بإرضاء أحزاب سياسية”.
و وضع الملك في خطابه معايير قبل أن تتشكل الحكومة مشددا أنه لن يتسامح مع أي محاولة للخروج عنها وهي أن الأغلبية الحكومية ليست بالضرورة نتاج عملية حسابية عددية معتبراً أن المناصب والحقائب الوزارية ليست غنيمة انتخابية مؤكداً على ضرورة ولادة حكومة جادة ومسؤولة و ذات برنامج واضح وأولويات محددة ووزراء لهم سياسة موسومة بالشمول والتكامل و موارد بشرة كفؤة ومؤهلة ذات انسجام و فعالية.
المغرب يتقدم على الورق : في الخطب والشعارات والتحاليل السياسية المبشرة بمستقبل زاهر وديمقراطية حقيقية …
أما على الأرض فالمغرب لم ولن يتقدم قيد أنملة ، مادام كل ما يقال إنما هو لإلهاء الناس وتزجية الوقت وامتصاص غضب الشعب .. وللدعاية الخارجية والداخلية.
دار لقمان ستظل دار لقمان، مادامت الإرادة السياسية في التغيير والإصلاح غير متوفرة