واشنطن بوست : إقالة بنكيران من رئاسة الحكومة جاءت بعد خروجه عن “قواعد اللعبة”

زنقة 20 . خالد أربعي

قالت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية في تقرير تحليلي نشرته الإثنين أن إقالة رئيس الحكومة المكلف السابق “عبد الإله بنكيران” جاءت بعد 5 أشهر من الجمود الذي لم يسبق له مثيل في مسلسل تشكيل حكومات المملكة.

و أضافت الصحيفة الواسعة الإنتشار و القوية التأثير في السياسة الأمريكية و الدولية أن مفاوضات تشكيل الحكومة لم تساير توقعات و خطط بنكيران و حزب العدالة و التنمية خاصةً بعد تمسك حزب التجمع الوطني للأحرار بدخول حزب الإتحاد الإشتراكي وهو مارفضه “عبد الإله بنكيران”.

و اعتبرت الصحيفة أن ” إقالة بنكيران جاءت بعد أيام قليلة من رفضه قبول مطالب حزب التحالف الرئيسي بتوسيع محادثات الائتلاف ومحاولة من المخزن لاستعادة السلطة السياسية” مشيرةً إلى أن بنكيران و “إخوانه” يدركون جيداً أن اللعبة السياسية بالمغرب هي اللعب وفق قواعد الملكية ولا شيء غيرها.

و حسب ذات المصدر فإن النظام الملكي بالمغرب ” وكما فعل في الماضي، يسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي المغربي” مشيراً إلى أن حزب العدالة والتنمية، وخاصة في عهد بنكيران، شهد شعبية كبيرة جدا ومعارضة لرغبات النظام كما عاود الحزب على نحو متزايد جذب المغاربة سياسيا، وبناء قاعدة هائلة في بلد لا تسييس فيه لسياسة الدولة تقول “الواشنطن بوست”.

الصحيفة الأمريكية أشارت إلى أن بنكيران تلقى قرار إعفائه بلهجة متقلبة موردةً كلامه حول ذهابه للصلاة و مواصله العمل على الأرض مضيفةً أن الملك سارع إلى تقييد اختيارات حزب العدالة و التنمية بتعيين “العثماني” رئيساً للحكومة قبل انعقاد المجلس الوطني للحزب.

الواشنطن بوست قال إن رئيس الحكومة السابق و الحالي أكدا على من جديد على تكريس مرجعية الحزب الإسلامية و الإيمان بالإصلاحات التدريجية التي يقودها الملك.

واعتبرت ذات الصحيفة أن بنكيران مقتنع بأن حزب الإتحاد الإشتراكي سيعيق عمل الحكومة سواء لما كان رئيساً للحكومة أو في عهد “العثماني” مشيرةً إلى أن تعطيل تشكيل الحكومة سيستمر في عهد رئيس الحكومة الجديد و ربما سيكون الحل هو حكومة تقنوقراط.

و خلصت الصحيفة إلى أنه إذا اختار حزب العدالة والتنمية مغادرة الحكومة و التموقع في المعارضة،  فإنه سيعرض زخمه ورؤيته الانتخابية للخطر مشيرةً إلى أن قرار الحزب بالبقاء في الحكومة لا يخلو من مخاطر، خاصة وأنه يسعى للحفاظ على مكانته السياسية.

و تقول “الواشنطن بوست” أن بقاء البيجيدي في الحكومة في ظل قواعد اللعبة التي يرسمها النظام يمكن أن يؤدي به إلى نفس مصير تجربة الإتحاد الإشتراكي في عهد عبد الرحمان اليوسفي.

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد