زنقة 20 . الرباط
اعتبر العديد من المتتبعين للشأن السياسي المغربي أن تطورات خارجية ساهمت في “البلوكاج” و تعثر تشكيل الحكومة و لعل أبرزها الأزمة التي تسبب فيها الأمين العام لحزب الإستقلال مع موريتانيا و التي أبعدته عن الحكومة “سهواً” بعد أن رأت جهات عليا أن تواجد الإستقلال في الحكومة إشارة سلبية للجارة الجنوبية.
فاستبعاد الإستقلال بسبب موريتانيا الذي كان في الأمس القريب داخل الحكومة و الذي كان سيسهل و سيختصر الطريق عن رئيس الحكومة “عبد الإله بنكيران” لتشكيل أغلبيته و الإستغناء عن “أخنوش” كما هدد بذلك في لقاء حزبي عندما سخر من عدد المقاعد التي أحرز عليها التجمعيين.
و أشار ذات المتتبعين إلى أن المؤشر الثاني و الذي يدل على مساهمة تطورات خارجية في تعثر تشكيل الحكومة و ربما “تفجيرها” هو استعداد المغرب العودة لمنظمة الإتحاد الإفريقي و هو الأمر الذي دفع بالملك إلى المطالبة بالإسراع في هيكلة مجلس النواب و اختيار رئيسه رغم المعارضة الشديدة التي أعلن عنها البيجيدي و تحديداً رئيس الحكومة الذي قال في لقاء حزبي سابق أنه إذا تم انتخاب رئيس مجلس النواب فسيرجع للملك لإرجاع “السوارت” لكن ذلك لم يحدث لحد الآن.
فمنظمة الإتحاد الإفريقي تشترط مصادقة برلمانات الدول الأعضاء على مواثيقها وهو ما جعل المغرب يسارع الزمن للمصادقة على القوانين التأسيسية للمنظمة الإفريقية في مجلسي النواب و المستشارين قبل أن يبدأ الملك جولةً إفريقية أواخر الأسوبع الجاري ستقوده لإثيوبيا للدفاع عن عودة المغرب للحضن الإفريقي.
من جهة أخرى ربط مهتمون و متابعون للشأن السياسي بين تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب ” دونالد ترامب” و تشكيل حكومة بنكيران باعتبار أن الرئيس الأمريكي أعلن في مناسبات عدة عن استعداده لمتابعة الإسلاميين في العالم العربي ومنهم إخوان بنكيران.
http://www.youtube.com/watch?v=VnV08aLjoxY
ذات المتهمين اعتبروا أن المغرب يولي أهمية كبرى للسياسة الخارجية و انعكاساتها على الشأن الداخلي حيث أشاروا إلى أن عودة الإسلاميين إلى الحكومة للمرة الثانية على التوالي هي إشارة سلبية من بلد صديق للولايات المتحدة الأمريكية.
و ذكر ذات المتحدثين بالتصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة المعين “عبد الإله بنكيران” و التي اعتبر فيها أن “ترامب” يخيفه و كلينتون هي الأصلح للمغرب وهو ما يعني أن “ترامب” لا يصلح للمغرب حسب بنكيران رئيس حكومة المملكة المغربية.