‘التجمع الوطني للأحرار’..حزبٌ خُلِق ليحكم..السيناريوهات المتاحة والصعبة والمقبولة

زنقة 20. الرباط

مع تعيين الملك محمد السادس للأمين العام لحزب ‘العدالة والتنمية’ رئيساً للحكومة، عقب تصدر حزبه للانتخابات، شرعت التنبؤات حول التحالفات المرتقبة لتشكيل الحكومة، و تعاقبت الأقاويل حول الأحزاب الممكن مشاركتها في التحالف المقبل بينها حزب ‘التجمع الوطني للأحرار’.

و اعتبر الباحث ‘أيوب مشموم’ أن حزب ‘التجمع الوطني للأحرار’ ‘خلق ليحكم، لا أقل و لا أكثر، هذا هو حزب التجمع الوطني للاحرار، و لا يمكن أبدا تصوره خارج عباءة السلطة، فلا حياة خارجها سوى موت و فناء ثم اندثار، كحال حزب الاتحاد الدستوري و غيره من أحزاب الادارة، التي طلقة الحكم فصارت مضرب المثل في فناء الأحزاب، لهذا حركة مزوار الأخيرة كانت لافتة و غاية في المهارة، لأن تدبير الزمن الآن مهم و مهم جدا، و الحركات التي ستليها لابد أن تكون مستجيبة لاكراهات الظرف و الزمن و الواقع و الأهم من ذالك دقيقة و حاسمة.

هناك في اعتقادي ثلاث سيناريوهات للحالة التجمعية الآن، و كلها تنحو نحو الدخول للحكومة.

السيناريو الأول الرهان على الرجل الثاني بعد مزوار و الرجل القوي الطالبي العلمي، و هو خيار التجمع الأول، لكنه خيار أعتقد بأنه ليس براقا بالنظر لخلفيات الرجل التي هي نفسها التي كانت لمزوار، و الأكيد أن بنكيران و معه حزبه لن يقبلوا بالأحرار تحت قيادة رجل حاول الركوب على مزاعم فساد أخلاقي لنواب حزبه، لهذا في اعتقادي الشخصي الرهان على العلمي كالمحافظة على مزوار، كلاهما محسوب على تيار الياس داخل التجمع.

السيناريو الثاني و هو السيناريو الذي يمكن ان يجعل بن كيران يفكر مليا في الأحرار، و هو رجوع المنصوري لقيادة الحزب، خصوصا أن الحزب سرق من المنصوري و أخرج منه بقوة ما يسميه البيجيدي التحكم، فتيار الياس كان القوة التي أخرجت المنصوري من الباب الضيق، لهذا فرجوع هذا الرجل ضمانة لإخراج الحزب من عباءة الياس، و هذه الحالة ينطبق عليها تماما مقولة عدو عدوي صديقي، ناهيكم على أن المنصوري ترشح و فاز بمقعد في البرلمان كما أن أيامه على رأس الأحرار يحن لها مناضلي التجمع، كما أسر لي العديد من مناضليه.

السيناريو الثالث و هو سناريو لي الدراع، او سناريو الأمر الواقع، و هو اعطاء الحزب للملياردير السيد عزيز اخنوش، الرجل الذي يمتلك 55 مليار درهم في صندوق التنمية القروية و المناطق الجبلية، و رجل ثقة الملك، و الذي قد يرغب فيه لإكمال ما بدأه في وزارة الفلاحة و مشروع مخطط المغرب الأخضر، و بالتالي استحالة تفرد بن كيران به دون حزبه، كما حدث في حكومة بن كيران النسخة الأولى، و هنا سنكون امام فرضية ادخال التجمع بقوة الرغبة الملكية في أخنوش، و بالتالي فتيار التحكم سيكون حاضرا مرة اخرى داخل الحكومة، و يكون قد ورط بن كيران مرة اخرى في التجمع. اعتقد جازما أن كل هاته السيناريوهات الآن موضوع على الطاولة بعد استقالة مزوار المرفوضة من قياديه ظاهريا، و المطلوبة منهم باطنيا، و التي يتشبت بها مزوار عمليا لحفظ ماء الوجه، و مصالح الحزب، لكن الأكيد ان التحكم له مآرب اخرى.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد