بقلم : الشيخ عبد الغني العمري الحسني
منذ أزيد من عشر سنوات، كنت أكلم أحد المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية، وكان وقتها متحمسا لوصول الحزب إلى الحكم، كعادة قصيري النظر؛ فقلت له، أنا لا أخاف أن يحكم العلمانيون، بقدر ما سأخاف لو وصلتم أنتم إلى الحكم! فنظر إليّ كالمستغرب؛ وكأن المطلوب من كل متدين، أن ينساق وراء مشروعهم، انسياقا تلقائيا، يؤكد به انتماءه للدين! قلت له: خوفي، هو من أن تُلصق سيئاتكم بالدين، وأنتم غير آبهين. وما شعر بثقل الأمانة، بقدر ما رام التخلص من هذا الكلام الذي ينغص عليه لذة التمني وقتها.
وبعد أن وصل الحزب إلى الحكم، وبعد مرور شهور، قادني القدر إلى الإدارة الإقليمية للأمن، من أجل إجراءات تخص بعض المقيمين لدي. فسألني الضابط عن رأيي في تجربة العدالة والتنمية، فأجبته (والتجربة لم يبِن قطافها المر للناظر بعد): حصيلة الحزب هزيلة!.. لم أكن متنبئا، ولا ناظرا إلى الغيب؛ وإنما كنت قارئا موضوعيا للواقع فحسب!.. عن علم بما عليه أصحابنا في تدينهم، لا عن تخمين..
لم تكد تمضي السنوات الخمس التي هي مدة العهدة، حتى سمعنا من الأمين العام للحزب، أن حزب العدالة والتنمية كان إسلاميا سابقا، وأنه الآن ليس كذلك. قال هذا، من دون أن يعلن انتماءً أيديولوجيا جديدا؛ إلا ما يمكن أن نعتبره دخولا ضمن الأحزاب الانتهازية التي لا يختلف بعضها عن بعض. ولم نسمع من جهة دينية ما، إنكارها لتنصُّل الحزب من انتمائه، ولا لخيانة ثقة من آزروه بسبب ذاك الانتماء؛ وكأن المحاسبة في بلدنا، فِعل قد سقط من قاموسه، إلا عن ضعاف المواطنين، الذين يُلجئهم الضنك إلى الانتحار احتراقا!..
إن حزب الحرية والعدالة المصري، الذي وصل إلى الحكم، قد سبق حزبنا في التجربة، لو أن الإسلاميين لم تُعْمِهم الدنيا عن حساب العواقب، والاعتبار بالحوادث. لا شك أن أحدا من الإخوان المسلمين في غمرة الزهو الكاذبة، يوم أن وصلوا إلى الحكم، لم يكن يحسب حساب زمن، يختار كثير من أتباعهم فيه الإلحاد بديلا عن الدين. ولم يحملوا إذ ذاك هَمَّ فتيات أصبح شعارهن الآن “خلع الحجاب”؛ وكأنهن ينتقمن من دين -لجهلهن هن أيضا- استُغفلن بسببه، لقضاء مآرب أخرى، لم تعلن الجماعة عنها بداية، ولا تبينها الأتباع المتحمسون من أنفسهم.
معروف عند العسكريين، أن القائد الناجح، هو من يضع خطة للهزيمة مع خطة الانتصار، لضمان بقاء الجيش وعدم إبادته. غير أن إسلاميينا، من جهلهم بتصاريف الأقدار، يتوهمون -على غرار بعض قدماء المتكلمين- أن الله تجب عليه نصرتهم! سبحانه، سبحانه!.. وكأنه ليس لله عباد غيرهم!.. ولَيْتهم كانوا على بعض إخلاص فيما يأتون!.. أَوَصَلت الغفلة بالمسلمين، أن يتوهموا وراثة الله، وهو خير الوارثين!.. أصار الدين، وسيلة لاستغفال الناس، مع ضمان عدم المحاسبة دنيا وأخرى؟!.. إن هذا الاعتقاد، قد يتنزه عنه بعض الملحدين، الذين يرون للوجود منطقا يسير عليه! فكيف يقع فيه من يزعم أنه من أهل الدين؟!..
كنت أقول لبعض معارفي من مدة غير بعيدة، لو كان الأمر بيدي لجعلت الأستاذة نبيلة منيب رئيسة للحكومة المقبلة (لو أنها تركت ما تدعو إليه من ملكية برلمانية غريبة)؛ لأنها إن لم تُصلح من دنيا الناس، فلن تُفسد الدين. الدين لا يُفسده إلا من يزعم أنه من أهله!.. فإذا لم يتاجر به أهله (زعما)، فإنه لا أحد يستطيع النيل منه. ونحن -إن كان ولا بد- نفضل أن نخسر الدنيا، على أن نخسر الدين!.. لا نقول هذا عن أنفسنا، وقد آمَنَنا الله من تلاعب السفهاء؛ ولكن لا نريد لشبابنا أن يمقتوا الدين، بسبب ما يرون من “المتدينين”. كيف لا نخاف، وقد ثبتت كل المخالفات الدينية على أصحابنا؛ التي أقلها الكذب الصراح! وما هو بالهيّن في ميزان الأعمال. بل إننا لن نبالغ إن قلنا: لقد فاق الإسلاميون غيرهم، في الحرص على الدنيا، وطلبها بالحرام قبل الحلال!..
نحن لسنا حزبيين ولا سياسيين منافسين، حتى يكون لكلامنا تخريج على وجه المواجهة التي يُقصد من ورائها، نيل حظ من حظوظ الدنيا العاجلة، واستباق أهلها؛ ولسنا نقول كلامنا إرضاء للجهة/الخصم، التي ستستفيد مرحليا من انهزام الإسلاميين؛ ولكننا نقول ما نقول، منعا لهؤلاء السفهاء من التلاعب بالدين، الذي هو مناط فلاحنا وعمدة نجاتنا جميعا، عند انقلابنا إلى الآخرة، التي لن تكون عملة المعاملة فيها إلا حسنات المحسنين.
إن الشعب المغربي بعمومه، وبكل طبقاته، لا يمكن أن يستبدل الدنيا بالآخرة، ولا أن يغامر بمصيره الأبدي، من أجل سراب لم يفلح أحد في الفوز به قط. ومن يفعل ذلك من أبنائنا، فإنه يكون عالما في الغالب، بأنه عاص لله فيما يأتي ويروم. وجل الأحزاب الأخرى في المغرب عندنا، من هذا الصنف، نحسبها.. وهؤلاء أفضل بكثير -على سوء حالهم-ممن يحرف الدين، ويعكس مقاصده عن عمد. ولكم كنت أفضل مصاحبة العصاة المذنبين (وأنا منهم عاص مذنب) إبان مزاولتي لمهنتي في الماضي، على أصحاب التدين السطحي من الإسلاميين الجاهلين. ولا زلت بحمد الله، إلى الآن، لا أعتبر في الشخص إلا مقدار عبوديته لله. وعلى قدر العبودية في العباد، تكون مناصرتنا لهم!.. ولن نخشى في هذا لومة لائم، ولا انتقاد مستعجل مغرض ناقم.
في ختام هذا المقال، أدعو الشعب المغربي إلى عدم التصويت للإسلاميين، حفاظا على نقاء الدين، وعملا على تنزيهه عن الاتجار به في سوق الدنيا البائرة؛ إلى أن يأتي الله بالرجال الذين {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37، 38]. يا عباد الله، إنا قد تركنا لكم الدنيا، فاتركوا لنا الدين!.. كُتب هذا التعقيب بعد مرور “660” يوم، من الاعتصام المفتوح للشيخ وأسرته؛ بسبب اضطهاد الحكومة وأجهزتها الذي ما زال مستمرا إلى الآن).
لم ارى فى حياتى اقبح حكومة مثل هاته نفاق اكازيب
اولا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
اولا من ينادين بخلع الحجاب
لو كان الايمان دخل قلوبهم
لما ربطوا الحجاب بالاخر
بل هو رباط برب العالمين و ايمائه الصالحين
في رايي المتواضع والله اعلم
في المجال السياسي
ارجع الى قولة وفعل جدي (ص)
الدي كلما استعصي عليه امر انتظر الوحي
وان طال الاتنظار
يطلب اهل الدكر
(اسالوا اهل الذكر ان كنم لا تعلمون)
والسياسة برامج ودراسات و مشاريع تتطلب اهل الاختصاص
صحيح اناس امناء وشرفاء ومناضلين ووطننين
والامانة تقليد ومحاسبة في الدنيا والاخرة
ومن يختبئ وراء المنتخبون و ينهرون عليه بمتطلباتهم المشروعة والغير المشروعة
ولما يحتج
تقوم القيامة
شفار
احنا لدرناه
واحنا نحيدوه
رغم ان بعض المرشحين
تربوا وسط وطنيين ومناضلين هدا عيبهم
فيصبحون عرضة للكل
اش غادي يكون (شفار)
فمادا عن من ورائهم
اتمنى ان لا يساء فهمي للامور
والدين الاسلامي السهل الممتنع
دين يسر لا عسر
دين البناء لا التخريب
والمغرب محتاج لجميع ابنائه
البرار حتى العاقين
لانهم تغلب عليهم وطنيتهم وعرضهم