زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي
في سياق استعداد المغرب لاحتضان كأس العالم إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال في سنة 2030، وتسريع تشييد البنية التحتية تطرح العديد من الأسئلة حول كيفية التعامل مع المجموعة من الظواهر المنتشرة بمدن المملكة وعلى رأسها مدينة الدار البيضاء التي تعرف ظاهرة أطفال الشوارع والتسول اللتان إن لم يتم مواجهتهما منذ الآن فستتحولان إلى أداة للإضرار بصورة المغرب الذي سيستضيف كأس العالم 2030.
ورغم الجهود المبذولة للحد من هذه الظاهرة، فإن المغرب، وهو يستعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، يجد نفسه أمام تحد كبير يتمثل في حماية صورة البلاد وحقوق الأطفال، خصوصا أن الصحف العمالية ستسلط كاميراتها وتقاريرها على كل كبيرة وصغير خلال هذا الحدث الكروي العالمي.
وهو ما يتطلب من وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة نعمية بنيحيى الكشف عن خطة استراتيجية شاملة لمواجهة هذه الظاهرة بتنسيق مع باقي القطاعات الوزارية للتأسيس عليها مستقبلا للحفاظ على صورة البلاد في مونديال وعدم منح الفرصة للمتربصين للتشويش على المملكة.
وفي سياق متصل، كشف النائبة البرلمانية لبنى الصغيري عن حزب التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، أن الآلاف من أطفال الشوارع اجتاحوا شوراع جهة الدار البيضاء سطات وخاصة مدينة العاصمة الإقتصادية للمملكة.
وأوضحت البرلمانية في سؤال كتابي موجه لوزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة نعيمة بن يحيى، أن ظاهرة أطفال الشوارع، أضحت بجهة الدار البيضاء سطات عامة، وبدرب السلطان خاصة، في السنوات الأخيرة، من الظواهر التي تؤرق المجتمع المغربي، حيث بات الشارع الملاذ الاضطراري الوحيد لآلاف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و16 سنة”.
وأكدت أن “المئات من الأطفال ينتشرون في جنبات الشوارع، وتحت العربات أو السيارات المركونة، وداخل البيوت المهجورة، وقرب المطاعم، وفي الحدائق العمومية، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، فلا ملجأ ولا مسكن لهم”.
وأبرزت أنه “لم تعد الظاهرة تقتصر على الذكور فقط، بل أصبحت تشمل الإناث أيضا، مما يعني أن هناك أطفالا سيولدون في الشارع مستقبلا، وزد على ذلك، أصبح هذا الوضع ينتج انحرافات سلوكية وأشكالا مختلفة من الجرائم والعنف والتحرش الجنسي والاغتصاب عند الإناث والذكور، ناهيكم عن مشكلات صحية ناتجة عن الأوساخ والتعفنات وعن استعمال المخدرات عن طريق الحقن التي يتم تمريرها بين مجموعة من الأطفال، مما ينتج الأمراض المنقولة جنسيًا”.
وتابعت أن “أطفال الشوارع يجدون أنفسهم عادة، يتخبطون في مشاكل نفسية عدة، فلا يوجد أي طرف يسمع مشاكلهم ولا أحد ينظر إليهم، مما يجعلهم فريسة سهلة للاستغلال المادي والجنسي، حيث يمكن إقحامهم بيسر، ودون عناء في عالم الجريمة بأشكالها كافة، فهم ضحايا عوامل مجتمعية واقتصادية لم ترحمهم، ولم تترك لهم فرصة للخيار أمام صعوبة الظروف التي يعيشونها”.
وساءلت البرلمانية الوزيرة “عن التدابير والإجراءات التي ستتخذونها بالتنسيق مع القطاعات والمؤسسات ذات الصلة للحد من هذه الظاهرة، للتكفل بأطفال الشوارع، من خلال إيوائهم وإدماجهم في المجتمع ضمن حياة جديدة، تحفظ كرامتهم وتضمن لهم حقهم الأساسي في الكرامة، والعيش الكريم؟”.