زنقة 20. وكالات
أعلن المغرب دعمه للمملكة العربية السعودية في مواجهتها لمحاولات تسييس الحج هذا العام، في إشارة إلى تصاعد الحرب الكلامية بين الرياض وطهران.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني دعا دول المنطقة والعالم الإسلامي إلى ما أسماه «معاقبة» السعودية على حادث التدافع الدموي، الذي شهده جسر الجمرات في مشعر منى العام الماضي والذي خلف مئات القتلى والجرحى.
وصدر بلاغ عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون قال إن المملكة المغربية تعلن إشادتها بالترتيبات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية، بتعليمات من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، لضمان أمن الحجاج وطمأنينتهم وراحتهم حتى يؤدوا هذه الفريضة الدينية في أحسن الظروف.
وأضاف المصدر ذاته، أن الدعم المتجدد للرباط تجاه جهود الرياض في تنظيم الشعائر يأتي «في خضم الاستعدادات التي قامت بها المملكة العربية السعودية الشقيقة لتنظيم الحج لهذا العام، وتثمينا للجهود المتواصلة للقيادة السعودية في تطوير وتجويد الخدمات المرتبطة بأداء مسلمي العالم لهذه المناسك».
وشدد المصدر ذاته على ضرورة «الالتزام بالضوابط الموضوعة من قبل السلطات السعودية في هذا السياق»، فيما دعا المغرب إلى «إبقاء هذا الركن من أركان ديننا الحنيف بعيدا عن أي محاولات للتسييس والنأي به عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو الجو الإيماني الخالص الذي ينبغي أن يمر فيه».
وكانت السعودية قد كشفت حرصها على أن يكون الحج «بعيداً عن أي شعار من شعارات الجاهلية، وأن يكون المسلمون جميعاً في الحج سواسية»، وأن يبقى الموعد خاليا من أي «شعارات أو تحزبات سياسية أو شعارات إقليمية أو طائفية»؛ لأن الحج «يمثل الوحدة الإسلامية، وأن المسلمين بجميع فئاتهم وبلدانهم ومذاهبهم إخوة وقوة.. وهذا الذي يئد الفتنة التي يريد أعداء الإسلام دائما إثارتها في الأمة للتفريق بين أفرادها».
موقف الرياض الحديث جاء على لسان صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في لقاء عقده مساء أمس بمكة، الذي وجه رسالة مشفرة إلى إيران بالقول إن «أعداء الأمة الإسلامية يريدون الفرقة فيها ومزيداً من الشر.. يريدون أن يفرقوا بين أفرادها في ظل هذه الظروف الصعبة الحرجة في تاريخ الأمة».
وأضاف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن «القوة التي تنكسر فيها كل الدعايات والمواجهات، وتنكسر عليها كل الأغراض الدنيئة في التفريق بين الأمة لا يمكن أن تكون إلا بالوحدة».
وعن دور السعودية في هذا السياق، أضاف المسؤول السعودي قولا، «لكن العلماء والدعاة يجب أن يعوا ضخامة مسؤولية المملكة اليوم في جمع كلمة المسلمين، وإضعاف كل وسيلة من وسائل إضعاف المسلمين، فلا بد أن نواجه الحقيقة كما هي، وقد رأيتم ولله الحمد هذه البلاد، ورأيتم التيسيرات التي تقدم، والجهد الكبير الذي يشرُف به كل سعودي في خدمة حجاج بيت الله الحرام»، وفق تعبيره.
وتتهم العربية السعودية إيران بالتحضير لمخططات رامية إلى تسييس الحج وبث الفوضى أثناء أداء شعيرة الحج في الديار المقدسة، معتبرة أن ذلك جلي من خلال فرض طهران لشروط سياسية وإدخال مراسم وطقوس خارجة عن مناسك الحج، ولأخرى تقول إنه «من شأنها أن تؤدي إلى إحداث انشقاقات طائفية ومذهبية تعكر صفو الحج وتخدم سياسة تصدير الثورة الخمينية». يذكر أن هذه التحركات تأتي في وقت فتحت فيه الرياض أبوابها أمام الإيرانيين القادمين إلى مكة من كل أنحاء العالم، مقابل منع إيران لمواطنيها من أداء الشعيرة هذا العام.
وقد أحبطت السعودية كل مخططات إيران الرامية لتسييس الحج وبث الفوضى والاضطرابات والفتن خلال أداء هذه الشعيرة التي تجمع المسلمين في الديار المقدسة، وذلك من خلال رفضها الحازم والقاطع لمحاولات نظام الولي الفقيه في طهران فرض شروط سياسية وإدخال مراسم وطقوس خارجة عن مناسك الحج، وكذلك رفضها شروطا إيرانية من شأنها أن تؤدي إلى إحداث انشقاقات طائفية ومذهبية تعكر صفو الحج وتخدم سياسة تصدير الثورة الخمينية من خلال استغلال موسم الحج.