‘البوليساريو’ تنزل بكل ثقلها بـ’قندهار’ و الأمم المتحدة تدعو للتهدئة و المغرب ‘صامت’

زنقة 20 | الرباط

قالت وكالة “رويترز” إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “المينورسو” انتشرت لمراقبة مواجهة بين القوات المغربية وجبهة البوليساريو في الصحراء والتي يمكن أن تتحول إلى واحدة من أسوأ المواجهات في المنطقة المتنازع عليها منذ وقف لإطلاق النار عام 1991.

وتتهم البوليساريو المغرب بانتهاك شروط وقف إطلاق النار ببناء طريق في منطقة تعتبرها الأمم المتحدة عازلة فيما يعتبرها المغرب تابعة له.

وأضافت “رويرز” أن مراقبو حفظ السلام بالأمم المتحدة يتابعون مواجهات بين أفراد الدرك الملكي المغربي ووحدة من مقاتلي البوليساريو في رقعة ضيقة من المنطقة العازلة في أقصى الجنوب المغربي حيث بدأت الرباط ما وصفته “بعمليات تطهير” لوقف التهريب والأنشطة الإجرامية الأخرى.

وقالت وكالة “رويترز” أنها حاولت الإتصال بمسؤولين مغاربة للتعليق عن التطورات في المنطقة المعروفة بـ”قندهار” إلا أنهم لم يردوا على ذلك.

إلى ذلك كان الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” قد عبر الأحد عن قلقه البالغ إزاء الوضع المتوتر في القطاع العازل الضيق في جنوب غرب الصحراء المغربية بين الحاجز الرملي المغربي والحدود الموريتانية بمنطقة “الكركارات”، نتيجة تغيير الوضع القائم واستحداث وجود وحدات مسلحة من المغرب وجبهة البوليساريو عل مقربة من بعضهما البعض.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة الطرفين إلى وقف أي أعمال تغير الوضع الراهن، وسحب جميع العناصر المسلحة لمنع حدوث مزيد من التصعيد، وإلى السماح لبعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء (مينورسو) بإجراء مناقشات مع الطرفين حول الوضع.

وشدد الأمين العام على أهمية امتثال الطرفين لالتزاماتهما، وفق الاتفاق العسكري رقم 1، وعلى الحاجة لاحترام نص وروح اتفاق وقف إطلاق النار.

من جهتها هاجمت جبهة البوليساريو عبر عضو أمانتها العامة و الذي يشغل أيضاً منصب “وزير الدفاع” “عبد الله لحبيب” ،تواجد آليات مغربية لتعبيد طريق في منطقة “الكركارات” المعروفة بـ”قندهار” على الحدود الموريتانية معتبراً أن ذلك يعد انتهاكاً للإتفاق العسكري رقم 1 ،” والذي ستكون تأثيراته خطيرة على الحفاظ على وقف إطلاق النار القائم بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب” يضيف ذات المتحدث.

وأبرز “لحبيب” في رسالة وجهها إلى قائد أركان بعثة المينورسو والقائد العسكري بالنيابة بمدينة العيون، أن ” قوات مسلحة صحراوية انتشرت بالمنطقة لمنع أي نشاط مغربي خارج الجدار بما فيها منع مواصلة تعبيد الطريق التي شرع فيها بهدف تعديل الوضع القائم منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ”.

واعتبر القيادي في جبهة البوليساريو أن في رسالته أن تواجد آليات مغربية ستكون تأثيراته خطيرة على الحفاظ على وقف إطلاق النار القائم بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب انطلاقا من الاتفاق العسكري رقم 1 مشيراً إلى أن  زعيم الجبهة كان قد راسل في رسالة استعجالية الأمين العام للأمم المتحدة “بان كيمون” ، يحثه من خلالها على وضح حد فوري لما اعتبره قراراً مغربياً خطيراً وينتهك الاتفاق العسكري رقم 1 .

و أوضح ذات المتحدث في ذات الرسالة أن المغرب أعطى أوامره لقواته العسكرية في الـ 11 من غشت لاجتياح المنطقة المعروفة بالكركرات ، والقيام بعملية وأنشطة تهدف إلى تغيير الوضع القائم وخلق معطيات ميدانية ووضعية جديدة مغايرة تماما لما كانت عليه يوم وقف إطلاق النار.

ولفت المسؤول في البوليساريو أن الوضع بالمنطقة الناجم “عن الأنشطة المستمرة للمغرب والتي تم توثيقها بالبراهين والأدلة الملموسة التي سلمت إلى إدارتكم وممثليكم” بات خطيراً.

وانتقدت الجبهة ما اعتبرته تأخر بعثة الأمم المتحدة في التعاطي مع ما يجري ، “وتقريرها الذي انعكس في تصريح المتحدث باسم الأمم المتحدة السيد فرحان حق يوم 18 غشت مع الأسف الشديد لم يعكس نية في التعاطي مع التطورات القائمة مما شجع المغرب على التمادي في تنفيذ مخططاته المعدة سابقا”.

“مع كل هذا وعلى الرغم من رسالتكم إلى الطرفين في 25 غشت الجاري ، لم يستجب المغرب ولم يتجاوب ، بل على العكس ومع الأسف الشديد واصل نشاطاته خلف الجدار وأعلن الشروع في تعبيد طريق من الجدار في اتجاه حدود بلادنا الجنوبية وانطلاقا من هذه المعطيات ، فإنني أبلغكم أنه وابتداء من صباح 28 غشت 2016 ، فإن قواتنا المسلحة قد انتشرت بالمنطقة لمنع أي نشاط مغربي خارج الجدار بما فيها منع مواصلة تعبيد الطريق التي شرع فيها بهدف تعديل الوضع القائم يوم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ” تضيف الرسالة.

ودعا القيادي في الجبهة إلى ممارسة الأمم المتحدة الضغط اللازم على المملكة المغربية من أجل احترام الاتفاقية العسكرية رقم 1 ووضع حد فوري لأنشطتها ،وهو ما سيخف التوتر حسب ذات المتحدث ويمكن الطرفان من المساهمة مع الأمم المتحدة في المحافظة على وقف إطلاق النار وتعزيز الثقة في المنظمة الأممية لقيادة مسار الحل السلمي لقضية الصحراء.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد