زنقة 20 | الرباط
مباشرة بعد إنتخابه رئيساً لمجلس المستشارين، غاب “سيدي” عن الإسم المركب لمحمد ولد الرشيد، نجل عمدة العيون “حمدي ولد الرشيد” خلال تقديم ورقة تعريفية عنه كرئيس جديد للغرفة الثانية.
الإسم الكامل للرئيس الجديد لمجلس المستشارين الجديد كما هو مكتوب في الحالة المدنية، هو “سيدي محمد ولد الرشيد”، غير أنه بمجرد إنتخابه رئيساً على رأس مؤسسة دستورية رفيعة، إختفت عبارة “سيدي” من إسمه المركب.
مصادر جريدة Rue20 شددت على أن المنصب الذي أصبح فيه رئيس مجلس المستشارين الجديد، كعضو في مجلس الوصاية هرمياً بعد كل من رئيس المحكمة الدستورية و رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب، يجعله في موقف حرج من الاحتفاظ بـ”سيدي”.
“ويمارس مجلس الوصاية خلال المدة التي يكون فيها الملك غير بالغ سن الرشد اختصاصات العرش وحقوقه الدستورية مع مراعاة الاستثناء المنصوص عليه في الفصل 21 من الدستور . ويعمل مجلس الوصاية كهيئة استشارية بجانب الملك اذا كان يبلغ من العمر اكثر من ستة عشر عاما واقل من عشرين سنة كاملة” .
وابتداء من السبت 12 أكتوبر 2024 صار لمجلس المستشارين رئيس جديد، للنصف الثاني من الولاية التشريعية 2021-2027.
محمد ولد الرشيد يصبح بإنتخابه أول رئيس لمجلس المستشارين من أبناء قبيلة “الركيبات التهالات”، أكبر قبائل الأقاليم الجنوبية، يصل إلى هذا المنصب.
ويستمر أحد أبناء الأقاليم الجنوبية في الجلوس على كرسي رئاسة مجلس المستشارين، إذ بعدما ترأس النعم ميارة، المجلس في النصف الأول من الولاة التشريعية، وهو المنتمي إلى قبائل الصحراء المغربية، انتُخب محمد ولد الرشيد خلفا له، بالأغلبية المطلقة بعدما زكّته هيئة رئاسة الأغلبية مرشحا وحيدا.
محمد ولد الرشيد مزداد في 29 أكتوبر 1978 بمدينة العيون، متزوج وأب لثلاثة أبناء.
تابع دراسته العليا بجامعة محمد الخامس بالرباط حيث حصل بها على شهادة الإجازة في القانون العام، وهو رئيس مدير عام لهولدينغ اقتصادي متخصص في قطاع الصناعة والخدمات حاليا.
بدأ مساره في حزب الاستقلال مبكرا، إذ في 2008 انتخب عضوا باللجنة المركزية للحزب. وأصبح مستشارا برلمانيا عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين منذ سنة 2009 لثلاث ولايات متتالية.
في سنة 2012 انتخب عضوا باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، لثلاث ولايات متتالية، وهو الآن ضمن التشكيلة الحالية للجنة إلى جانب والده مولاي حمدي ولد الرشيد. كان مكلفا بقطاع الشباب بالحزب في عهد الأمين العام حميد شباط، وفي عهد نزار بركة كُلف بالتنظيم والروابط المهنية والمنظمات الموازية.
إلى جانب مساره داخل الحزب، محمد ولد الرشيد هو النائب الأول لمجلس جماعة العيون حاليا، ومستشار بمجلس جهة العيون الساقية الحمراء، ورئيس لجنة التنمية الاقتصادية بمجلس جهة العيون الساقية الحمراء حاليا.
انتخب عضوا بغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة العيون الساقية الحمراء بين سنة 2009 وسنة 2021 عن صنف الصناعة. محمد ولد الرشيد ينتمي لقبيلة الشرفاء الركيبات السواعد، وهو ما يجعل أبناء هذه القبيلة فخورون بذلك، كما أكد مقربون منه، إذ صار أول من يمثلها في هذا المنصب المهم، وهي التي تحتضن ¾ من سكان الأقاليم الجنوبية.
ومما يزيد من فخرهم بهذا الانتخاب، هو أنه تزامن مع خطاب ملكي أكد فيه جلالة الملك محمد السادس على “الدور الفاعل للدبلوماسية الحزبية والبرلمانية، في كسب المزيد من الاعتراف بمغربية الصحراء، وتوسيع الدعم لمبادرة الحكم الذاتي، كحل وحيد لهذا النزاع الإقليمي”.وهو ما عكسه تصريح محمد ولد الرشيد بمناسبة انتخابه، إذ أبرز أنه “يقدر جسامة المسؤولية وثقل هذه الأمانة، في الاضطلاع بالمهم البرلمانية والترافع والدفاع عن مصالح الوطن”، مشددا على أن “الدبلوماسية البرلمانية وجه آخر لدور الوطن، لأنها وسيلة لتعزيز مكانة المغرب والتعريف بقضاياه”، وأن القضية الوطنية في صدارة الأولويات في برنامج المجلس في السنوات الثلاث المقبلة.