زنقة 20 ا أنس أكتاو
شهدت العلاقات المغربية الفرنسية تحولا إيجابيا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، وذلك بعد إعلان باريس دعمها لمغربية الصحراء، مما انعكس بشكل مباشر على تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول لفرنسا للمغاربة.
هذا التحسن جاء بعد فترة من التوتر بين البلدين، حيث كانت باريس قد اتخذت قرارًا خلال سنة 2022، يقضي بتخفيض عدد التأشيرات الممنوحة لمواطني المغرب والجزائر بنسبة 50% وتونس بنسبة 30%.
وفي خطوة جديدة تعكس هذا التحسن، نشرت السفارة الفرنسية لدى المغرب مقطع فيديو ترويجي عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت فيه عن استقبالها اليومي لما يقارب 1200 طلب تأشيرة دخول من المغاربة.
وأكدت السفارة في الفيديو أن 90% من هذه الطلبات تتم الموافقة عليها، في حين يتم رفض 10% فقط؛ هذه الأرقام تعكس عودة الأمور إلى مسارها الطبيعي، في ظل التحسن الكبير الذي شهدته العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكان القرار السابق بتقليص عدد التأشيرات قد أثار جدلاً واسعًا، حيث عزت باريس هذا القرار إلى عدم تعاون المغرب في إعادة المهاجرين غير النظاميين، وهو ما نفته الرباط بشدة واعتبرته غير مبرر.
وأشار وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة حينها إلى أن هذه الخطوة الفرنسية جاءت بدون مبررات قوية، خاصة وأن المغرب كان دائم التعاون في ملف الهجرة.
وتاريخيًا، كانت القنصليات الفرنسية في المغرب تمنح أعدادًا كبيرة من التأشيرات سنويًا، حيث تجاوز عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة قبل عام 2020 حوالي 300 ألف تأشيرة، مع تسجيل ذروة في عام 2019 بأكثر من 342 ألف تأشيرة. ولكن مع بدء جائحة كوفيد-19 وتقييد السفر، انخفض هذا العدد بشكل حاد إلى 97,572 تأشيرة في عام 2020. ورغم إعادة فتح الحدود في عام 2021، إلا أن عدد التأشيرات ظل منخفضًا مقارنة بالأعوام السابقة، حيث بلغ 69,408 تأشيرة فقط.