زنقة 20 ا الرباط
أجرى رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة مباحثات اليوم الاثنين بمقر المجلس مع رئيس لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ الشيلي خايمي كينتانا الذي يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب تمتد إلى غاية 4 فبراير المقبل.
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن هذه المباحثات تناولت واقع علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين المغرب والشيلي وضرورة رفع وتيرة التعاون البرلماني من أجل الارتقاء بها في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والتجارية “التي لا تزال دون طموحات البلدين والشعبين الصديقين”.
وفي هذا الإطار، سجل النعم ميارة التطور الكبير الذي عرفته العلاقات الثنائية لاسيما على المستوى السياسي، مذكرا بالزيارة المثمرة التي قام بها، على رأس وفد هام، إلى دولة الشيلي خلال شهر يونيو الفارط والتي مكنت من إجراء مباحثات معمقة مع عدد من المسؤولين البرلمانيين والحكوميين الشيليين توجت بالتوافق حول الرؤية المستقبلية لتنمية علاقات التعاون الثنائي في كل الميادين من خلال تعزيز الحوار البرلماني بين مجلس المستشارين ومجلس الشيوخ الشيلي.
وتقدم رئيس مجلس المستشارين مجددا، باقتراح إحداث منتدى اقتصادي برلماني بين المجلسين كآلية مؤسساتية من شأنها الرقي بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين مؤكدا استعداد المجلس لتفعيل هذا المقترح “والمضي به قدما في أقرب الآجال بما يمكن من المرور إلى السرعة القصوى في تعزيز التبادل التجاري واستكشاف إمكانات التعاون واستغلال الفرص المتاحة في مجالات التجارة والفلاحة والطاقات المتجددة وغيرها”.
وشدد ميارة على أن انشغال المجلس بهذا الجانب الهام من العلاقات الثنائية يجد أساسه وسنده الرئيسي في الخيار الاستراتيجي الذي تتبناه المملكة تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس فيما يتعلق بتعزيز التعاون جنوب-جنوب ولا سيما مع بلدان أمريكا اللاتينية.
مشيرا في هذا السياق إلى الحضور الوازن للمؤسسة البرلمانية المغربية، خاصة مجلس المستشارين، داخل أهم المنتديات والتكتلات البرلمانية في مختلف مناطق أمريكا اللاتينية والكراييب سواء عبر صفة الملاحظ التي يتمتع بها، أو من خلال العديد من المشاريع التي تقوي الروابط الثقافية والسياسية بين الجانبيين كما هو الشأن بالنسبة ل”مكتبة محمد السادس” التي تم افتتاحها بمقر برلمان أمريكا اللاتينية والكرايب والتي تشهد حاليا عملية توسعة لجعلها منارة حضارية للمغرب وبوابة أمريكا اللاتينية للتعرف على مجمل المعطيات الثقافية والمعمارية والسياسية المغربية.
كما أبرز ميارة حرص المجلس على تعميق وتوطيد خيار التعاون جنوب-جنوب مع دول القارة الإفريقية والعالم العربي، حيث يلعب المجلس دورا محوريا في التقريب بين هذين الفضائين الجغرافيين المتكاملين، عبر اتخاذ مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تنمية الحوار البرلماني المثمر بينهما، كاشفا في هذا الصدد أنه سيقوم بمعية رئيس البرلمان الإفريقي ورئيس الاتحاد البرلماني الإفريقي ورئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيداو) بزيارة إلى بنما خلال شهر ماي المقبل من أجل مواصلة وإثراء الحوار البرلماني الإفريقي مع أمريكا اللاتينية.