زنقة 20. الدوحة
حلق لاعبو المنتخب الوطني المغربي عاليا، اليوم السبت في سماء الدوحة، محققين بذلك فوزا تاريخيا غير مسبوق، وفخرا مغربيا تردد صداه في كل أنحاء العالم، ومجدا عربيا وافريقيا بمرورهم إلى نصف نهاية كأس العالم قطر 2022.
وفور إطلاق الحكم الأرجنتيني فاكوندو تيلو لصافرة نهاية المقابلة، ضجت شوارع مدن المملكة من أقصاها إلى أقصاها بأفواج بشرية منتشية بهذا الإنجاز التاريخي المتفرد ، مرددين النشيد الوطني وحاملين الراية المغربية التي أبى أسود الأطلس إلا أن تبقى مرفرفة وسط أعلام الأربعة الكبار بالمونديال القطري، وليتبث بذلك جيل أشرف حكيمي، وغانم سايس، وحكيم زياش، وسفيان أمرابط، أن المغرب البلد ، الذي يتنفس شعبه عشق الساحرة المستديرة، قادر على تجاوز كبار اللعبة بنجومهم المتألقة، من قبيل لوكا مودريتش، أو إيدين هازارد، أو بيدري أو حتى الأسطورة كريستيانو رونالدو.
فرحة هيستيرية تلك التي فجرتها الملحمة الكروية الخالدة التي سطرت فصولها روح رياضية جماعية مستبسلة أخرجت الشعب المغربي اليوم بمختلف أطيافه وفئاته ومعه كل الأفارقة والعرب الذين احتفوا بنفس البهجة والفخر بهذا الانتصار الذي حققه أسود الأطلس على رفاق البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذين عجزوا عن فك شيفرة دفاع المنتخب المغربي بكل عناصره ، مدعومين بحارس عالمي “أسطوري” وباقي خطوطه الأخرى.
فبعدما كانت القلوب منشدة طيلة التسعين دقيقة ، تخللتها بين حين وآخر تشجيعات وتصفيقات محفزة لمهاجمي المنتخب الوطني المغربي، ولا سيما مع كل تسديدة من يوسف النصيري، أو سفيان بوفال، أو زكرياء بوخلال، ضاقت شوارع المملكة بما رحبت بأمواج بشرية جارفة ابتهاجا بتحقيق “وليدات الركراكي” الهدف المنشود والمرور إلى نصف نهائي المونديال، كأول فريق عربي إفريقي بقيادة إطار وطني ينجح في حجز مقعد مع الأربعة الكبار في العالم، ليتبث رفاق يوسف النصيري أن “المستحيل ليس مغربيا” ، وأن ثقة وليد الركراكي في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق كانت في محلها….مؤكدين أن رفع سقف تطلعات المغاربة وكل الأفارقة والعرب إلى أبعد الحدود، لم يكن حلما فقط، بل تحقق على ارض الواقع.
وسينتظر المنتخب المغربي المباراة التي ستجمع مساء اليوم كل من منتخبي فرنسا وإنجلترا لمعرفة خصمهم المقبل في مباراة نصف النهائي التي ستجرى يوم الأربعاء المقبل على الساعة الثامنة مساء بملعب البيت، لتتواصل فصول هذه الملحمة الوطنية والعربية والافريقية التي كسرت تلك الحواجز النفسية والذهنية التي قنعت بالربع نهائي.. وللقصة بقية.