زنقة 20. مراكش
قال المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، السيد خالد سفير، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية خلال أشغال المنتدى العالمي للحماية الاجتماعية، تحت شعار “الحماية الاجتماعية من أجل مجتمعات دامجة وقادرة على الصمود”، المنظم إلى غاية 28 أكتوبر الجاري، إن “الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا الحدث، الذي ينعقد لأول مرة بالمملكة المغربية، تعكس الأهمية والعناية الخاصة التي توليها السلطات العليا للمملكة للحماية الاجتماعية، باعتبارها أولوية وقاطرة للتقدم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية”.
وكشف السيد سفير، في هذا الاتجاه، أنه بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن السلطات العمومية وكافة الأطراف المعنية معبأة أكثر من أي وقت مضى لإنجاح الورش الوطني لتعميم الحماية الاجتماعية، الذي يروم ضمان ولوج جميع المواطنين لنظام للحماية الاجتماعية، مستدام، منصف وملائم.
وأضاف أنه “بفضل إطلاق هذا الورش الوطني الذي يحتل مكانة استراتيجية عالية، فإن قطاع الحماية الاجتماعية يعرف اليوم دينامية غير مسبوقة ترتكز، أساسا، على مؤسسات موجهة له، ومعبأة لتفعيل ورش توسيع نظام الحماية الاجتماعية”.
وأشار السيد سفير، من جهة أخرى، إلى أن هذا المنتدى أضحى الحدث البارز والموعد الذي لا محيد عنه لتقييم، والتبادل والاغناء المتبادل للتفكير من أجل النهوض ومواكبة تطور الحماية الاجتماعية في البلدان الأعضاء بالجمعية الدولية للحماية الاجتماعية، مبرزا أن توسيع الحماية الاجتماعية، والتحول الرقمي، وتطورات سوق العمل وقطاع الصحة، هي مواضيع ستكون في صلب التبادلات، والتي ستغدي النقاشات في إطار هذا المنتدى.
من جهته، أكد رئيس الجمعية الدولية للحماية الاجتماعية، يواخيم بروير، “الدور الهام الذي تضطلع به الحماية الاجتماعية بالنسبة لمجتمعاتنا واقتصاداتنا. ولعل ذلك ما تبين، مرة أخرى، وربما أكثر من أي وقت مضى، خلال فترة جائحة كوفيد -19 “.
وكشف أن “الجائحة كانت دون شك لحظة حاسمة بالنسبة لعالمنا. ففي الوقت الذي توقفت فيه الاقتصادات وفرض الحجر الصحي على الناس على البقاء في منازلهم، فإن الحماية الاجتماعية هي التي هبت لنجدة مجتمعاتنا واقتصاداتنا”، مضيفا أن هذه الأزمة أبانت عن ضرورة تعزيز وتضافر الجهود من أجل توسيع الحماية الاجتماعية.
ودعا السيد بروير، في هذا الاتجاه، إلى إرساء أنظمة للحماية الاجتماعية تعمل على الرفع من الصمود الفردي، والاجتماعي والاقتصادي للأشخاص، مؤكدا أن الحماية الاجتماعية تمثل عنصرا أساسيا لمجتمعات صامدة.
ويشارك في هذه الدورة مسؤولون حكوميون مغاربة، ومن الدول الأعضاء في الجمعية الدولية للحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى رؤساء ومدراء عامين لمؤسسات وهيئات وطنية ودولية للحماية الاجتماعية، وخبراء دوليين في مجال الحماية الاجتماعية.
ويتضمن برنامج المنتدى 40 جلسة يقدم خلالها 120 عرضا، حيث يمتد برنامج المنتدى طيلة خمسة أيام، ويتناول 5 محاور رئيسية، هي الأولويات والتوجهات والتحديات العالمية في مجال الحماية الاجتماعية، ومن أجل حماية اجتماعية مبنية على الأشخاص في عالم الإنسان والرقمنة، والتطوير والابتكار في مجال الحماية الاجتماعية، ومن أجل حماية اجتماعية دامجة للجميع ومستدامة وقادرة على الصمود، والاستجابة للمتطلبات العالمية للحماية الاجتماعية والمجتمعات المنصفة.
كما تتناول المناقشات، التقرير الجديد للجمعية الدولية للحماية الاجتماعية، وأولويات الحماية الاجتماعية.
ويعد المنتدى مناسبة لعقد الاجتماعات التنظيمية للجمعية الدولية للحماية الاجتماعية، حيث سينعقد الجمع العام الـ34 للجمعية، والدورة الـ39 لمجلس الجمعية، كما ستنظم انتخابات رئيس الجمعية، وأمين المال وأعضاء المكتب ولجنة المراقبة.