زنقة 20 . الأناضول
قال الصحفي الألماني فديريك أوبرميار، أحد المشاركين في إشهار “وثائق بنما” التي عصفت رياحها مؤخّرا بعدد من كبار المسؤولين والقادة حول العالم، إنّ الأسابيع المقبلة ستشهد نشر عدد جديد من هذه الوثائق، دون تحديد يوم بعينه.
وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الألمانية برلين اليوم الثلاثاء، أشار “أوبرميار” إلى حيازة قرابة 400 صحفي في العالم، لنسخ من هذه الوثائق (الأعداد الجديدة)، وأنّ جميعهم مستعدون لإشهار هذه الوثائق في حال حصول شيئ غير محمود لفريقه الخاص.
وأوضح أوبرميار أنّ الوصول إلى الوثائق بدأ باستلام أحد زملائه رسالة إلكترونية من مصدر مجهول، طلب منه نشر الوثائق المرسلة في المرفق.
وفي هذا الصدد قال “عندما ألقينا نظرة على الوثائق أدركنا بأنّ نشرها سيأخذ وقتاً طويلاً، وبدأنا العمل مباشرةً، وقمنا بتجهيز غرفة آمنة، وأحضرنا حاسوباً غير موصول بشبكة الانترنت مسبقاً، وكلما تعمقنا في الوثائق زادت خشيتنا على أنفسنا وأسرنا، ولهذا السبب قررنا أن نتقاسم الوثائق مع عدد من الصحفيين حول العالم”.
وأضاف “عندما رأينا أسماء تجار المخدرات والأسلحة، وأسماء شخصيات مقربة من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، زادت خشيتنا وبدأنا نفكر بأمن أُسرنا وأنفسنا، لأن إسكات عدد من الصحفيين ليس بالأمر العسير لمثل هؤلاء الأشخاص، ولذلك توصلنا إلى قناعة بشأن إرسال نسخ من هذه الوثائق إلى زملائنا حول العالم”.
ورداً على سؤال حول هوية الشخص الذي أرسل البريد الإلكتروني، وما إذا كان ذكراً أم أنثى، أو مجموعة أشخاص، أكّد الصحفي الألماني أنهم لم يتمكنوا من التعرف على هويته، ولم يصرّوا على ذلك من أجل أمن الجهة المرسِلة.
تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين، تمكن من الوصول إلى قرابة 11.5 مليون وثيقة عائدة لشركة “موساك فونسيكا”، ووزعها على وسائل إعلامية في 80 بلداً مختلفاً.
وأشارت الوثائق، التي نشرتها صحف عالمية منها “الغارديان” البريطانية، و”سودوتش زايتونغ” الألمانية، إلى تورط عدد كبير من الشخصيات العالمية بينها 12 رئيس دولة و143 سياسيا، بأعمال “غير قانونية” مثل “التهرب الضريبي”، و”تبييض أموال” عبر شركات “أوفشور”.
وشركات أو مصارف “أوفشور”، هي مؤسسات واقعة خارج بلد إقامة المُودع، وتكون غالبًا في بلدان ذات ضرائب منخفضة أو مؤسسات مالية لا تخضع للرقابة الدولية.