زنقة 20. الرباط
لا زالت تداعيات إعلان الجزائر تجميد العمل بمعاهدة الصداقة ووقف المبادلات التجارية مع إسبانيا، مستمرة بين البلدين منذ عقدين، في ثاني خطوة دبلوماسية بعد سحب السفير احتجاجاً على تغيير مدريد موقفها من نزاع الصحراء المغربية ترخي بظلالها على المشهدين الدبلوماسي والسياسي على المستوى الداخلي والخارجي حيث تعالت أصوات رافضة لهذا القرار الذي وصف بالإنتحاري.
وفي هذا الصدد أكد القيادي البارز في حكومة القبايل المؤقتة، أكسيل بالعباسي، المنفي في فرنسا، تعليقاً له في هذا الحوار مع جريدة Rue20 الإلكترونية أن “روسيا تورط النظام العسكري الجزائري للمواجهة مع أوروبا وبوتين يريد إقحام الجزائر في صراعه مع الغرب”.
قامت السلطات الجزائرية بتعليق اتفاق الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع اسبانيا، الى جانب تجميد التبادلات التجارية والبنكية بينهما. ما تعليقك على القرارين؟
لقد عودتنا الجزائر منذ مدة أن تتخذ قرارات عشوائية وبدون أسلوب دبلوماسي أو سياسي وعداءها للمغرب أفقدها كل أساليب التفكير الممنهج والرزين، فماذا ننتظر من حكومة تسير من ثكنات العسكر الذين لايعرفون إلا أسلوب العنف، وما هذه إلا أزمة أخرى تضاف إلى سجل الأزمات التي تتوالى منذ أن عين عبد المجيد تبون على رئاسة الجمهورية، وإن مثل هذه القرارات ستجر أكثر فأكثر الجزائر للهواية.
ألا ترى أن النظام الجزائري يحاول تفجير الجبهة الجنوبية لاوروبا لارباك الاتحاد الأوروبي خدمة لاجندة الروسية ونكاية في اسبانيا والاتحاد الاوروبي اللذين عبرا عن دعمهما للمغرب مرارا وتكرارا؟
هذا ليس مستبعدا، فمنذ بداية العدوان الروسي على أوكرانيا رأينا تقاربا روسيا جزائريا وهذا بالطبع ليس لصالح الجزائر بل لصالح الدب الروسي وضعف الجزائر يحتم عليها أن تطبق كل ما يملى عليها من موسكو، فلا اظن أن بوتين سينتبه للجزائر وهو في حرب معلنة مع أوركانيا والغرب إلم يكن له مشروعا لإدخال الجزائر في هذه الأزمة.
هل الجزائر قادرة على مواجهة أوروبا بحكم ان ما يمس مدريد يمس كذلك بروكسيل؟
بالطبع لا، كيف لبلد لا يستطيع توفير لشعبه الخبز والحليب أن يواجه قوى مثل أوروبا أو حتى إسبانيا لوحدها، إن المسؤولين الجزائريين لا يفهمون خطورة قراراتهم وهم يعتقدون أن بوتين سيحميهم من أوروبا إذا أرادوا بها شرا.
ما مصير التوتر الحالي ؟
إن الجزائر كعادتها تعرف التصعيد فقط في القنوات التلفزيونية ولكن في الحقيقة لاتستطيع فعل أي شئ وقد رأينا ذلك لما هددت المغرب أثناء حادث الشاحنات، ونرى أيضا حاليا في مسألة الغاز الإسباني الذي لن تتجرأ على قطع الإمدادات.
هل تحولت الجزائر الى مشكل حقيقي في شمال أفريقيا بالنسبة للاوربيين والافارقة والدول الغربية؟
نعم، ولهذا دائما في حكومة القبائل نردد مرارا وتكرارا في كل تدخلاتنا ولقاءاتنا على خطورة هذا النظام الأعمى الذي أصبح مشكلة وحاجزا للتنمية في كل المنطقة وأغتنم الفرصة لدعوة كل بلدان شمال إفريقيا وخاصة المغرب لكي يواجه هذا النهج الخاطئ.
بخصوص الحكومة الموقتة القبايلية. الجزائر تصنفها كحركة ارهابية، لكن زعمائها واعضائها يتحركون بشكل عادي في العالم وأوروبا. هل يعقل هذا؟ إن صح زعم الجزائر، هل يمكن لفرنسا ان تسمح لحركة إرهابية ان تنشط فوق اراضيها. ألا ترى ان حكام الجزائر جن جنونهم ؟.
إنه ليس جنون فقط هو أكثر من ذلك، نعم، نحن ننشط بطريقة عادية في كل الدول الأوروبية والأمريكية كحكومة مؤقتة لجمهورية القبايل ولم نتعرض لأي مضايقات وكل المناضلين الذين هربوا من بطش وإجرام الحكومة الجزائرية قد قبلت طلباتهم باللجوء في كل البلدان التي استضافتهم؛ وماهذا إلا دليل على عدم تقبل هذه البلدان لقرار الجزائر بتصنيفنا كمنظمة إرهابية .