زنقة 20 . الرباط
تعتبر السياسة التواصلية للكيانات السياسية مهمة لدرجة كبيرة خاصة مع التطور التكنولوجي الموجود والذي يسهل التواصل و مشاركة الافكار والقناعات والإيديلوجيات مع الآخر وهو الأمر الذي سعت إليه مجموعة من الأحزاب السياسية المغربية خاصة مع اقتراب الإنتخابات .
فمجموعة من القيادات السياسية المغربية دشنت لسياسة تواصلية اعتمدت أساساً على التكنولوجيا الحديثة من خلال اقتحام مواقع التواصل الإجتماعي والتواصل مع شريحة واسعة من الأغلبية الصامتة التي لا تهتم بالسياسة ولا تعرف في الغالب أسماء السياسيين المغاربة ومعظمهم شباب.
لكن الأمر بدأ في الآونة الأخيرة يتجه نحو الميوعة التواصلية مع المواطنين المغاربة والإستخفاف بعقولهم من خلال “إغلاق” الصفحات الفايسبوكية وعدم تحيينها إلى حين اقتراب الإنتخابات باستثناء أحزاب معينة سارت في سياسة تواصلية يمكن اعتبارها جيدة.
ولعل حزب التجمع الوطني للأحرار أكبر مثال على السياسة التواصلية الفاشلة جداً رغم أن قيادياً في الحزب “خوكم منصف” يعد أحد رجال الإشهار والماركوتينغ بالمغرب والذي يظهر أنه نجح في تسويق حفل زفاف شقيقه أكثر من تسويق حزبه.
حزب الأحرار نشر أمس الإثنين ما يمكن تسميته ببيان على صفحته الفايسبوكية الرسمية هاجم فيه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بسبب بلاغ رئاسة الحكومة ضد الوزير التجمعي “بوسعيد” حول ملف “اساتذة الغد” والذي اعتبر فيه أن ” جواب بوسعيد تقني وليس سياسي و رد فعل رئيس الحكومة زوبعة في فنجان ويخفي وراءه صراعا سياسيا بطعم انتخابوي”.
لكن الصفحة الفايسبوكية للحزب والتي كان من المفروض أن تكون مهنية لأبعد الحدود عدلت لمرات عديدة البيان وذيلته بعبارة فحواها أن الكلام ليس بياناً حزبياً بل آراء نشطاء الفايسبوك المنتمين للحزب وهو ما اعتبره نشطاء إعلاميون بالفضيحة وبالإستخفاف بالمغاربة .
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل سقطت مختلف وسائط الإتصال الخاصة بالحزب في أخطاء كارثية ومنها تدوينة لرئيس الحزب “صلاح الدين مزوار” والتي ارتكب فيها أبشع الأخطاء كما ارتكب الموقع الرسمي للحزب أخطاءً بدائية في وصف وزراء ينتمون للحزب.