مزوار: ‘المغرب اتخذ قرار عدم استضافة القمة العربية لقناعته التامة بعدم جدواها في اتخاذ القرارات السياسية’
زنقة 20. الرباط
أكد صلاح الدين مزوار وزير الخارجية والتعاون، على عمق العلاقات التي تربط المغرب ودولة قطر، معربا عن أمله في تعزيز أواصر الأخوة وتعزيز التعاون الثنائي البناء بين البلدين.
وأشار مزوار في حوار مع صحيفة “الشرق” القطرية نشرته اليوم إلى توقيع 4 اتفاقيات عام 2013 بين بلاده وقطر ومذكرة تفاهم للتعاون بين الدولتين، التي ترأس حفل التوقيع وقتها كل من العاهل المغربي الملك محمد السادس، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر في مراكش، لافتاً إلى أن هذه الاتفاقيات ساهمت في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين المغرب وقطر.
وقال وزير الخارجية المغربي “إن مواقف المغرب مع دول الخليج معروفة، حيث تتمتع بعلاقات وطيدة مع جميع دول الخليج، كما أن المغرب يسعى دائما في عمله على المستوى العربي إلى التضامن وتعزيز أواصر العلاقات العربية الشقيقة، وعلاقاتنا مع الإخوة في الخليج ممتازة”.
وشدد مزوار على “أن الأمن العربي القومي يعتبر خطا أحمر وإن ما يمس الدول العربية الشقيقة يمس المغرب الذي يحرص على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما استدعى مشاركة المغرب في “عاصفة الحزم” لدعم الشرعية في اليمن”، مؤكدا على متانة علاقة المغرب بدول مجلس التعاون الخليجي.
وحول اعتذار المغرب عن عدم استضافة القمة العربية التي كان مقررا عقدها في أبريل القادم، قال وزير الخارجية المغربي، “إن بلاده اتخذت هذا القرار لقناعتها التامة بعدم جدوى هذه القمة في دورتها العادية”، مضيفا، “إنّ المغرب يريد أن تعود للدول العربية وللقمم العربية هيبتها التي تستحقها، ولابد أن تعيد المنظومة العربية قدرتها على التأثير والفعل، لكن للأسف كل شيء خرج من أيدينا، فكما تلاحظ الشعوب العربية أن كل القرارات تتخذ خارج الجامعة العربية وخارج المنظومة العربية وفي كل المجالات وعلى جميع الصعد”.
وبشأن الأزمة السورية، أكد مزوار أنّ المغرب يدعم الحل السياسي في سوريا، ونفى مشاركة المغرب في أي تدخل عسكري بري حتى الآن في سوريا، ورأى أنّ الحوار أفضل من الحلول العسكرية في سوريا.
ونبّه إلى أنّ الأزمة السورية باتت تشكل اليوم، أبرز تهديد لاستقرار العالم العربي، لافتا إلى أنّ بلاده تسعى مع كل القوى الفاعلة في الأسرة الدولية والأمم المتحدة من أجل إعادة الأمن والسلام والاستقرار لشعب سوريا.
وشدد وزير خارجية المغرب في حواره مع صحيفة “الشرق” القطرية على ضرورة أن يسير العالم العربي نحو الأمن والاستقرار ووحدة الدول، وذلك من أجل هدف سام، ألا وهو ازدهار الشعوب.
وقال “إن الهم الأساسي بالنسبة للمغرب يكمن في الحفاظ على أمن وسلامة ووحدة الدول والشعوب العربية”.
وحول الشأن الليبي قال مزوار، “إن المغرب يسهم بشكل قوي في مسلسل الحل السياسي بالنسبة للشعب الليبي، فالدولة الليبية بالفعل مهددة وتعاني من مخاطر الانقسام ومخاطر الإرهاب ومخاطر الانزلاقات وفي جميع المستويات؛ فالمغرب من منطلق علاقاته الأخوية القوية التاريخية مع ليبيا، يسهم بشكل قوي ومستمر في أن تصل ليبيا إلى آلية تمكنها من إعادة بنائها السياسي في إطار توافقاتها الضرورية”.
وفيما يتعلق بخطط بلاده في مواجهة الإرهاب، قال الوزير المغربي إن “المغرب، كما كان دائما، حريص على أن يكون مجال التعاون الأمني مجالا يؤخذ بجدية وبالأهمية التي يستحقها، ونحن نملك التعاون الأمني المغربي مع كثير من الدول”، مشيرا إلى أن تعاون المغرب الأمني نشط أيضا مع مجموعة من الدول العربية والأفريقية والأوروبية، وكذلك مع دول أمريكا.
ونوه مزوار بأن الدبلوماسية المغربية انخرطت بقوة لتعزيز السلام في ليبيا والتضامن في العالم العربي، ودعم التنمية في إفريقيا من خلال تعزيز السلام والتعاون والانفتاح على فضاءات أخرى جيوسياسية داخل أوروبا، وفي آسيا وأمريكا اللاتينية.
وأشار إلى استضافه بلاده المقبلة لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) سيعقد بمراكش في نوفمبر القادم.
وأوضح “أن المغرب سائر في تدبير علاقاته ضمن إطار الشراكات وتنويعها كما يحدث مع دول الخليج والصين وروسيا والهند ودول أخرى صاعدة، ولم يبق حبيس علاقات تقليدية رغم أهمية الحفاظ عليها، خاصة مع الإتحاد الأوروبي وأمريكا، لكن في نفس الإطار فهو يبني شراكات جديدة مع قوى صاعدة ستكون مؤثرة في النظام العالمي الجديد الذي هو قيد التشكل”.