زنقة 20. الرباط – هيئة التحرير
انتقل المغرب إلى السرعة القصوى في أفق تشكيل الحكومة المرتقبة.
ولأول مرة في تاريخ تشكيل الحكومات في المغرب يتم تكليف زعيم الحزب الفائز بتشكيل الحكومة في ظرف قياسي، إذ تم ذلك في أقل من48 ساعة من الإعلان عن النتائج النهائية الرسمية للانتخابات التي أجريت يوم الأربعاء 8 شتنبر 2021.
ويؤكد عمر الشرقاوي، استاذ القانون الدستور والمحلل السياسي، أن استقبال الملك محمد السادس اليوم الجمعة لعزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، وتكليفه بتشكيل الحكومة له عدة دلالات.
الأولى تتعلق بدلالة دستورية، فالملك منذ إقرار دستور 2011 ما فتئء يعطي الإشارات على احترام المقتضيات الدستورية، خاصة الفصل47 من الدستور، الذي ينص على أن الملك يعين رئيس الحكومة من الحزب الفائز في الانتخابات، ولذلك فنحن أمام الاستمرارية في مسار تثبيت هذا المقتضى الدستوري.
والدلال الثانية، بحسب الشرقاوي، هي العناية والاهتمام الذي يوليه جلالة الملك لتدبير الزمن السياسي فلا مجال لهدر هذا الزمن، في ظل وجود برامج وأوراش كبرى تنتظر الحكومة الجديدة ، وهذا ما يفسر الحرص على عدم تضييع الوقت ما بين ظهور النتائج الرسمية للانتخابات وتكليف رئيس الحكومة الجديد.
ومما يسهل عملية تشكيل الحكومة الجديدة وجود فرز سياسي وعددي واضح، وهو ما من شأنه أن يسهل الانخراط في المشاورات.
من المؤكد، يضيف الشرقاوي، أن حصول حزب التجمع الوطني للأحرار على ما يقرب من ثلث المقاعد في مجلس النواب، من شأنه أن يمهد الطريق لمشاورات سلسة مع زعماء الأحزاب التي تصدرت نتائج الانتخابات، وسوف يسهم في تقليص الحيز الزمني المخصص لتقريب وجهات نظر القيادات الحزبية المعنية بالمشاورات ويؤدي إلى الإعلان عن الحكومة الجديدة في سرعة قياسية.
وكان الملك محمد السادس قد إستقبل اليوم الجمعة عزيز أخنوش ، بالقصر الملكي بفاس وكلفه بتشكيل الحكومة.
وحصل حزب التجمع الوطني للأحرار على الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية ، إذ حصد 102مقعدا، كما اكتسح الانتخابات الجماعية والجهوية، ما يؤهله لقيادة الحكومة المقبلة.