زنقة 20. الرباط – هيئة التحرير
تتجه إنتخابات شتنبر المقبل، للكشف عن خريطة جديدة للأحزاب السياسية بالمملكة، حسب قوتها التمثيلية كما ستظهر للرأي العام ملامح حكومة العشر سنوات المقبلة.
زعماء أحزاب يتقدمون لأول مرة لإمتحان شعبيتهم، بينما يخوض أخرون لتعزيزها وتوسيع حظوظهم لتولي مناصب رفيعة بالمؤسسات المنتخبة.
أكبر الغائبين عن إنتخابات شتنبر الجاري، هما بدون منازع عبد الإله بنكيران و إلياس العماري. الأول خرج مهزوماً ومطروداً، بينما الثاني غادر متقاعداً مستريحاً.
فمع قرب موعد الإستحقاقات التاريخية في 8 شتنبر الجاري، يتلمس المتتبع للشأن السياسي المغربي، الدور المحوري الذي قام به حزب ‘الأصالة والمعاصرة’ بقيادة إلياس العماري، لفرملة وحش هائج كاد يأتي على الأخضر واليابس ويقود البلاد للهاوية التي وصلت إليها بلدان مماثلة بشمال أفريقيا.
القارئ بين سطور الأحداث، كما العارف بخبايا الإسلام السياسي بالمنطقة، يعلم جيداً أن إلياس العماري قدم خدمة عظيمة للوطن، وهي “مهمة” كافية لأن يستريح ويزرع الشعر أيضاً ويتقاعد نهائياً عن الشأن السياسي، حتى وإن لم يحقق ما كان الجميع يطالبه به، وهو غير راغب فيه. رئاسة الحكومة.
غياب إلياس العماري عن إنتخابات شتنبر 2021، سيجعل الكثيرين ينتظرون دون شك الصورة التي سيظهر بها حزب الجرار، خاصة ما يتعلق بالموقع الجديد لحزب ‘الأصالة والمعاصرة’ في ثوبه الجديد.
نتائج إنتخابات 2016، أظهرت بشكل لا يدع مجالاً للشك أن حزبي ‘العدالة والتنمية’ و ‘الأصالة والمعاصرة’ كانا يخوضان حرباً وليس إنتخابات. فالبيجيدي كان يخوض غزوة حقيقية لجني أكثر عدد من “الغنائم” الهدف منها سيطرة شاملة على دواليب الدولة. بينما، جرار إلياس العماري، كان يخوض حرباً وكأنها بمفهوم عصري التي تستخدم طائرات الدرون والتحكم عن بعد، للقضاء على الخصم دون الإقتراب منه.
“الحرب العصرية” التي قادها إلياس العماري، لم تنجح في قيادة الحكومة، لكنها نجحت بشكل دراماتيكي في فرملة الوحش الهائج الذي كان يخطط للإستيلاء على البلاد بطريقة أو بأخرى. فقد كان بنكيران وإخوانه، يشيرون في كل مرة وحين، بل ولازال قادة البيجيدي يخاطبون حلفاؤهم بإستهزاء بعدد المقاعد التي حصلوا عليها، في صورة مصغرة للتعالي والإنتعاشة التي كانوا يتمنون حصولها بإكتساح إنتخابات 2016 لو حصلوا مثلاً على 155 مقعداً.
الخلاصة أن مهمة ودور البام إنتهيا لكنه لم ينتهي سياسياً وقد يواصل لعب دور الكومبارس. وعلى النقيض فقد إنتهى البيجيدي سياسياً لكن لم ينتهي دوره ومهمته التي من أجلها لازال يصارع لعقود مقبلة، سيعود معها متى سنحت الفرص داخلياً وخارجياً كما ذات شتاء عام 2011.