زنقة 20 . وكالات
حذّرت دراسة بريطانية حديثة، من أن عدم شرب ما يكفى من الماء أثناء قيادة السيارات، له نفس تأثير القيادة تحت تأثير الكحول، من حيث مضاعفة أخطاء القيادة، وزيادة نسبة حوادث السير.
الدراسة التى قادها باحثون من جامعة “لوفبرا” البريطانية، أوضحت أن دراستهم هى الأولى من نوعها التى ترصد أخطار عدم شرب المياه أثناء القيادة، التى يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بضعف الآداء العقلي، والتغيرات في المزاج، وانخفاض التركيز واليقظة وانخفاض قدرات الذاكرة على المدى القصير، بسبب الجفاف.
وأوضح الباحثون، فى دراستهم التى نشرت نتائجها فى مجلة “علم وظائف الأعضاء والسلوك”، أن عدم شرب ما يكفى من المياه، يعطى نفس تأثير الكحول أثناء القيادة، من ضعف الإدراك وانخفاض التركيز، ويزيد من الأخطاء التى تقود إلى وقوع حوادث الطرق بمعدل الضعف، حسب مراسل الأناضول.
وحذر الباحثون أيضا من أن القيادة في سيارة ساخنة، وخاصة خلال فصل الصيف، قد يؤدي إلى خسائر نسبة كبيرة من المياه فى الجسم طوال فترة الرحلة، وأن هذه الآثار قد تتفاقم عند الأشخاص الذين لا يشربون كمية كبيرة من السوائل عمدًا، لتجنب دخول المراحيض خاصة فى الرحلات الطويلة.
وكشفت الدراسة أن السائقين الذين يشربون حوالى 25 مليلتر من المياه كل ساعة قيادة فقط، يرتكبون ضعف الأخطاء التى يفعلها من يشربون حوالى 200 مليلتر من المياه فى الساعة.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، قام الباحثون بإجراء سلسلة من الاختبارات على مدى يومين على عدد من السائقين الذكور، باستخدام جهاز محاكاة القيادة، وتضمنت الاختبارات، محاكاة القيادة لمدة ساعتين بالسيارة، على أكثر من شكل للطريق، مع وجود منحنيات وتقاطعات، وبسرعات مختلفة.
وقام الباحثون على مدار اليومين، بإعطاء السائقين 200 مليلتر من السوائل فى كل ساعة، فيما تم إعطاؤهم فى التجربة الثانية 25 مليلتر من السوائل فى ساعة فقط لاختبار مستويات الجفاف لديهم.
وأظهرت النتائج زيادة كبيرة في أخطاء القيادة عند تناول السائقين كمية قليلة من السوائل أثناء القيادة، ففى المعدلات العادية، ارتكب السائقون 47 خطأ أثناء القيادة، لكن عندما تم إعطائهم سوائل قليلة ارتفع عدد الأخطاء إلى 101 خطأ، وبلغت الأخطاء ذروتها في الربع الأخير من فترة الاختبار التى بلغت ساعتين من القيادة.
وأشار الباحثون إلى أن أخطاء السائق تمثل 68% من جميع حوادث السيارات في المملكة المتحدة، مضيفين أن الجفاف يمكن أن ينتج عنه تغييرات سلبية في المزاج، ونقص فى التركيز وكذلك الإصابة بالصداع والتعب.
وقال البروفيسور رون موجان، الذي قاد فريق البحث جامعة “لوفبرا” البريطانية،: “الجميع يركز على آثار القيادة تحت تأثير الكحول، لكن هناك أشياء أخرى تؤثر على مهارات السائقين، أحدها الجفاف الناتج عن عدم شرب ما يكفى من المياه”.
وأضاف: “ليس هناك شك في أن من يقود سيارته تحت تأثير الكحول أو المخدرات، يتعرض لخطر حوادث السير، لكن النتائج التي توصلنا إليها تسليط الضوء على الخطر غير المعترف به، وتنصح السائقين بالحفاظ على مستويات معينة من المياه فى الجسم، لتلافى حدوث الجفاف وانخفاض التركيز واليقظة”.