زنقة 20. الرباط
تمر العلاقات المغربية الإسبانية من إحدى أسوأ الحالات على الإطلاق، بعد حادثة جزيرة ليلى عام 2002.
فقد تحول المغرب إلى المادة الدسمة الأولى للساسة الإسبان، كما إستغل إعلام الجارة الشمالية، الضعف الكبير للإعلام الرسمي المغربي المغربي، وتقوقعه، لتمرير كل ما يريد إيصاله مما هو سيء حول المغرب للمواطن الإسبان، وصل حد التجريح في ثوابت المغاربة، كما الشأن لقنوات تلفزيونية كالقناة السادسة الإسبانية، و الصحف الورقية التي وصفت المغرب بأقدح النعوت.
ففي الوقت الذي إلتزم المغرب الصمت، في إنتظار ورود الردود والتوضيحات الكافية حول فضيحة إستقبال زعيم الإنفصاليين، بهوية مزورة وبدون إخبار المغرب، فإن ملك و رئيس حكومة إسبانيا، إختارا مواصلة إستفزاز المغرب، بزيارة الثاني لكل من سبتة و مليلية، بينما فضل الملك فيليبي، التواصل هاتفياً مع كل من حاكمي مليلية و سبتة، فيما كانت مصادر إسبانية، أكدت بأن العاهل الإسباني، ألغى زيارته للمدينتين، حفاظاً على ما تبقى من العلاقات بين المملكتين المغربية و الإسبانية، المبنية على التفاهم والتعايش منذ فترة الإنتقال الديمقراطي بالجارة الشمالية، والتي كان الراحل الحسن الثاني أبرز الداعمين حينها لملكية مدريد.
مصادر رفيعة، كشفت لجريدة Rue20 الإلكترونية، أن الجهات العليا بالمغرب، مستاءة من تعمد حكومة إسبانيا إستفزاز الرباط بزيارة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز لكل من سبتة و مليلية، غير أن المغرب لن يرضخ للإهانات وسيواصل التشبث بمواقفه إلى أبعد مدى، التي أعلن خلال أول بلاغ للخارجية حول ‘ضرورة تحمل إسبانيا لعواقب ما قامت به في قضية إستضافة زعيم الإنفصاليين بهوية مزورة”.
قطع العلاقات مع الشريك الإقتصادي الأول للمملكة، لن يكون قراراً سهلاً، كما أنه لن يكون قراراً مستبعداً، إذا ما إستحضرنا طبيعة التوتر الحالي مقارنة مع الأزمات السابقة. فالمغرب أصبح يدافع بكل ما أوتي عن كرامته كدولة ذات سيادة ومشهود لتعاونها الأمني الفاعل قارياً ودولياً، في مواجهة دولة تعامله بمنطق إستعماري متعالٍ، يريد إلحاق الإهانة به.
فإسبانيا، لاتزال ترفض الإعتراف بالخطأ الجسيم الذي إقترفته، وتفضل المغامرة بعلاقاتها المتينة مع المغرب، الشريك الموثوق في محيط ملغوم، لصالح شخص نكرة، يقوم عصابة مسلحة، تغذي التطرف والإرهاب و الإنفصال، مدعوماً من نظام مارق تقوده عصابة منظمة إستنزفت ثروات شعبها وجعلته يعيش القهر والجوع.
أوراق المغرب كثيرة، ليلعبها في علاقته مع إسبانيا، أولها التي يتوجب على المغاربة عموماً والساسة على الخصوص، أن يعلموا بأن إسبانيا، لم ولن تقبل بمغرب قوي إقتصادياً ومزدهر تجارياً، ومستقر سياسياً وأمنيًا.
فالإسبان لازالوا يحملون الإرث الإستعماري تجاه المغرب، وينظرون إليه كمجرد ‘مورو’، لا يجب أن يرتقي ولا أن يتطور. وهذا ما يتوجب علينا أن نعلمه جيداً، ونواصل بناء الوطن القوي الديموقراطي. الوطن الذي سيكون نداً للند لكل من سولت له نفسه إحتقاره، أو إستقزازه.
نواصل بناء الوطن الذي يسع للجميع، لنكون وطن الغني والفقير والفلاح والأستاذ والمحامي و النجار ورجل الأعمال و الخياط والبائع المتجول. وطناً بدون معتقلي رأي، لكي لا نصبح بسبب ذلك سبةً من الإسبان، ولا وطن ينظرون إلينا دوماً بلداً غير ديموقراطي، يصورنا الإعلام الإسباني، كشعب يتوق لمغادرة وطنه بشكل جماعي في أول فرصة.
ثاني الأوراق التي بيد المغرب، هي تقوية علاقات التعاون الوثيق مع دول عظمى، بينها الولايات المتحدة و فرنسا وبريطانيا وإسرائيل، وهي الدول التي أصبحت المملكة ترتبط بها بعلاقات أكثر متانة بعيداً عن وضع كل البيض في سلة إسبانيا.
فالقرب الجغرافي من جبل طارق مثلاً، يرشح المملكة لتصبح الشريك الأول لبريطانيا بدلاً عن إسبانيا، مع كل ما يمكن إستغلاله من خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوربي، وإعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على كامل صحرائه، والدعم السياسي الفرنسي الرسمي والمستمر داخل مجلس الأمن، وتمتين التعاون مع دول الخليج والصين ومواصلة النجاحات داخل القارة الأفريقية والتي أفزعت الجيران شرقاً وشمالاً.
مادام لنا بالمغرب سياسيين كالعثماني و بنكيران و الرميد، لشكر، بن عبد الله،ساجد العبيابة، ،،،،،ان تقوم للمغرب قائمة لانهم ليس فقط فاسدون بل ايضا يجرونها لتخلف الفكري
محاربة الفساد داخليا بكل أنواعه لانه ينخر كيان البلاد و يسيء إلى صورتها و جعل العدالة و العدل منارتين لتحسين صورة البلاد.لكن من الضروري الحفاظ على علاقات معقولة مع الجارة الشمالية