زنقة 20 | الرباط
خلف توقيع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الاتفاق بين المغرب وأمريكا وإسرائيل ردود فعل قوية قسمت أعضاء وقيادات الحزب، خاصة في صفوف معارضي خطوة العثماني، الذين طالبوا بإقالة رئيس الحكومة من مسؤوليته داخل التنظيم، وبدورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب، ما دفع أمانته العامة إلى عقد اجتماع طارئ.
وتعليقا على الموضوع قال عبد العالي حامي الدين، القيادي في الحزب في تصريح له إن “هذه الدورة الاستثنائية تأتي على ضوء التطورات الأخيرة المرتبطة أساسا بالمعطيات الجديدة التي وجد الحزب نفسه فيها لأول مرة، وهو ما خلق رد فعل لدى بعض مناضلي الحزب، الذين عبروا عن عدم التفهم وربما حتى الاستياء من وجود سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة، في مراسيم توقيع الاتفاق بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، وهو ما خلف ردود فعل قوية”.
هذا و انضم بلال التليدي القيادي في حزب العدالة و التنمية إلى لائحة قيادات الحزب الغاضبة من سعد الدين العثماني الأمين العام للحزب بسبب توقيعه على اتفاق استئناف العلاقات بين المغرب و إسرائيل.
و في مقال له ، قال التليدي عضو المجلس الوطني للحزب ، أن ” موضوع فلسطين ظل دائما مثار عدم انسجام لاسيما لما كان الإسلاميون يمارسون السياسة في مربع المعارضة السياسية، إذ كان منطقهم يتعدى سقف إسناد المقاومة ومناهضة التطبيع، إلى نقد مختلف السياسات التي تطرح خيار التسوية مع إسرائيل”.
و أضاف : ” الذي يتأمل سجل العدالة والتنمية في هذا الإطار، يمكن أن يجد فيه تراكما كبيرا، فلم يكن فقط معبئا لأكبر المسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية في العالم العربي، بل شارك رموزه في أحداث كبيرة تتعلق بمناهضة التطبيع (أسطول الحرية)، واعتقل بعض رموزه من قبل سلطات الاحتلال، وحضرت قياداته في العديد من الوقفات الاحتجاجية المناهضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، بل أصبح بعض رموز العدالة والتنمية، بمثابة لوازم للقضية الفلسطينية، فلا يذكر اسمهم من غير أن تذكر معهم قضية فلسطين”.
“في مربع الحكومة، لم يتخيل الإسلاميون أن يواجهوا تحدي التطبيع مع إسرائيل، وظل عقلهم السياسي متوقفا، فلم يطرح سيناريو ما العمل في حالة ما إذا حصل ما كان يروج وقت زيارة كوشنير إلى المغرب سنة 2018، من أخبار عن مقايضة مفترضة بين الصحراء والتطبيع مع إسرائيل، وظل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، يعلن رفض بلاده لكل عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأن التطبيع يدفعه ويحفزه كي يزيد في انتهاكه لحقوق الشعب الفلسطيني والالتفاف عليها، حتى أيقن قادة الحزب ومناضلوه أن مسار التطبيع بعيد عن المغرب، وأن التفكير في سؤال ما العمل لمواجهة هذا السيناريو عبث لا فائدة من ورائه. لكن المشكلة، أن هذا السيناريو هو الذي حصل، وصار من الضروري معه، أن يقدم الحزب روايته، أو تبريره” يقول التليدي.
و اعتبر أنه ” ليس ثمة خيار لهذا الحزب، سوى الدخول في وقفة تأمل طويلة، تتلازم مع الخروج من الحكومة، وإعادة تحريك الورش الفكري والسياسي، لتجديد رؤية الحزب”.
التلدي اعتبر ” أن هذا التوقيع ترك صدمة عنيفة داخل أوساط إسلاميي العدالة والتنمية. صدمة لا تزال ارتداداتها تكبر وتتوسع، وربما قد تصل الحد الذي ستصبح معه الخيارات التنظيمية لمواجهة الأزمة، جد محدودة”.
و أول أمس الأربعاء أعلن حزب العدالة و التنمية عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني للحزب يوم الأحد المقبل 27 دجنبر لمناقشة أداء الحزب بخصوص التطورات السياسية المرتبطة بالقضية الوطنية الأولى للصحراء المغربية و مستجدات القضية الفلسطينية.
يأتي إعلان الحزب ، بعد الخرجة الفايسبوكية للأمين العام السابق عبد الإله بنكيران ، الذي دعا إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني أو مؤتمر استثنائي للإستماع إلى رئيس الحكومة إثر الضجة التي ترافقت توقيعه على اتفاق استئناف العلاقات بين المغرب و إسرائيل.