زنقة 20 . وكالات
كشفت صحيفة مصرية النقاب عن وجود “توتر مكتوم” بين مصر ودول شمال أفريقيا، مشيرة إلى أن الإسلام السياسي، وأمانة الجامعة العربية، وإيران؛ تمثل ثلاث ملفات تهدد علاقات القاهرة، والعواصم المغاربية.
فقد نقلت صحيفة الشروق الصادرة السبت عن مصادر سياسية ودبلوماسية مصرية وعربية (لم تسمها) قولها: “إن تباعد وجهات النظر بين مصر ودول شمال أفريقيا حول الملف الليبي أصاب العلاقات بين الجانبين بقدر من التوتر الذي يحرص المسؤولون على إخفائه، أو التقليل من أهميته”.
وأضافت الصحيفة أن ذلك يأتي “فيما جمعت العاصمة الإيطالية روما الخميس الماضي وزير الخارجية المصري سامح شكري بوزير الدولة الجزائري للشؤون الأفريقية والمغاربية عبدالقادر مساهل ووزير الشؤون الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، لبحث الملف الليبي.
وبحسب “الشروق”، قال مصدر مصري (لم تسمه الصحيفة) إن القاهرة تعتمد وساطة تقوم بها شخصيات مصرية لها وزن سياسي، وأخرى لها وزن مالي كبير، لتهدئة التوتر الذي تزايدت حدته عبر الشهور الماضية مع الجزائر، في وقت تشهد فيه مصر تحديات غير قليلة فيما يتعلق بمجمل علاقاتها مع دول شمال إفريقيا المجاورة بدءا من ليبيا وصولا لموريتانيا التي تتوافق، وتنسق سياسيا مع عواصم مغاربية وخليجية، لا تتفق معها مصر.
ونقلت الصحيفة المصرية عن دبلوماسي جزائري (لم تسمه أيضا) قوله إن الجزائر وقفت إلى جوار مصر «بدون تردد بعد الإطاحة بمحمد مرسي في 30 من يونيو 2013، وأنها سعت لإعادة مصر إلى الاتحاد الإفريقي، ودعمت الاعتراف الدولي بالسلطات الانتقالية في مصر، كما دعمت وصول الرئيس السيسي للحكم بوصفه الخيار الشعبي المصري»، على حد قوله.
واستدركت الدبلوماسي الجزائري بالقول: “لكن العلاقات المصرية الجزائرية اضطربت بسبب التباين الواسع في وجهات نظر البلدين حول إدارة الصراع السياسي ــ العسكري في ليبيا، خاصة أن القاهرة مصرة، بحسب رواية مسؤوليها، كما رواية المسؤولين الجزائريين، على استبعاد جميع أطياف الإسلام السياسي من التشكيلة الحاكمة في ليبيا، وهو الأمر الذي تعارضه الجزائر تماما”.
وأضافت “الشروق: “بحسب دبلوماسيين من شمال أفريقيا فإن التحركات المصرية لتجاوز حظر التسلح المفروض على الجيش الليبي يواجه رفضا تونسيا واضحا”.
وصرح وزير الدولة التونسي للشؤون العربية والأفريقية تهامي العبدولي لـ«الشروق» بأن تونس تشترك في الإطار العام مع مصر، وحين قامت مصر بالضربة العسكرية لـ”داعش” تفهمنا الأمر، وقلنا إن مصر لها الحق للدفاع عن أمنها، ولم يكن لها أي موقف سلبي، ثم حينما تقدمت ليبيا بمشروع لمجلس الأمن طالبت برفع حظر تسليح الجيش الليبي، اشترطنا أن يوجه هذا السلاح لمحاربة داعش والمجموعات الإرهابية، وليس إلى الجماعات السياسية المناوئة للحكومة خشية اشتعال حرب أهلية بين الأطراف المتصارعة سياسيا في ليبيا.
وأضاف العبدولي أن بلاده لن تؤيد أي تدخل عسكري في ليبيا «إلا بعد أن يتم استنفاد كل الطرق الممكنة للحوار.. تقريبا الآن هناك حكومة وحدة وطنية تتشكل، ونحن مع الضربة العسكرية للإرهاب لكن لسنا مع ضرب الطرفين».
وهنا أشارت “الشروق” إلى أن الرواية الجزائرية –أيضا- تحمل تحفظا على ما تصفه بالإفراط في السعي المصري للتأثير على الأوضاع في ليبيا بما يتوافق مع الرغبة في تصفية جميع أطياف الإسلام السياسي”.
وأضافت الصحيفة أن هذه الرؤية تمثل نقطة اتفاق نادرة بين الجارتين المتصارعتين الجزائر والمغرب التي تذكر القاهرة دوما بأن الحل في ليبيا لا يمكن أن يستثني الإسلام السياسي، وأن الحل الأمثل للتعامل مع هذا التيار هو احتواؤه وتنويره، وليس المضي في محاربته حتى النهاية، خوفا من تزايد شريحة المتطرفين والإرهابيين داخل طيف الإسلام السياسي.
وتابعت “الشروق” أن “التوتر مع الجزائر يشمل أيضا ما أصبح تنافسا تقليديا على مناصب في منظمات إقليمية ودولية، وأنه يبدو منصب الأمين العام القادم للجامعة العربية مرشحا مرة ثانية لأن يكون أحدها، بل يبدو – بحسب رواية الرباط- أن المغرب ربما تود أيضا فتح الباب الذي تسعى القاهرة دوما لإغلاقه حول تداول منصب الأمين العام أو انتخاب أمين عام من عدة مرشحين، عوضا عن التوافق التقليدي على مرشح دولة المقر”، وفق “الشروق”.
والأمر هكذا، نقلت “الشروق” عن دبلوماسيين من شمال إفريقيا (لم تسمهم) قولهم إن المغرب العربي بأسره لم يتردد أبدا في دعم ترشيح نبيل العربي أمينا عاما للجامعة العربية في أعقاب ثورة يناير تقديرا لاستمرار الدور المصري العربي الفاعل على الساحة العربية بعد الثورة كما أنه لم يتردد إطلاقا -«بل دعمنا وبلا أدنى تردد»- ترشح الأمين العام الأسبق عمرو موسي، غير أنهم يضيفون أن «الأوقات تتغير»، وأن احتكار مصر للمنصب «أصبح غير مبرر»، خاصة أن «الأسماء المطروحة من القاهرة – حتى الآن- لا تنافس قامة أسماء دبلوماسية عربية أخرى».