هذه هي الخطوط العريضة لبرنامج بـ600 مليار لتنمية أكادير وتطوير بنياتها التحتية لمستوى عالمي

زنقة 20. الرباط

أكد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أن الكلفة الإجمالية لبرنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، الذي أطلقه الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، تبلغ 5,991 مليار درهم، ويهدف إلى الارتقاء بالمدينة كقطب اقتصادي متكامل وقاطرة للجهة وإلى تكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية.

وأبرز لفتيت في كلمة امام الملك، بمناسبة إطلاق هذا البرنامج، أن هذا الأخير تم إعداده تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطاب التاريخي للملك بمناسبة الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، والذي دعا فيه الملك إلى تعزيز البنيات التحتية الأساسية لجهة سوس -ماسة ودعم شبكتها الطرقية، وربط مراكش وأكادير بخط السكة الحديدية، وتقوية المكانة التي تتبوؤها الجهة كحلقة وصل بين شمال المملكة وجنوبها.

وتابع الوزير أن هذا البرنامج الذي يؤسس لمرحلة جديدة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المدينة، يروم الرفع من مؤشرات التنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش الساكنة، لاسيما الأحياء ناقصة التجهيز، وكذا تقوية البنيات التحتية الأساسية، وتعزيز الشبكة الطرقية لمدينة أكادير لتحسين ظروف التنقل بالمدينة.

وبعدما سلط الضوء على المزايا الاقتصادية التي تحظى بها الجهة، أشار لفتيت إلى أن مؤهلاتها الهائلة كفيلة بتحويلها إلى قطب اقتصادي حقيقي ذي تنافسية وجاذبية، قادر على ربح رهان الجهوية المتقدمة وتدعيم إشعاعها الوطني والقاري.

وأكد وزير الداخلية أيضا أن جهة سوس -ماسة تشهد حاليا، بفضل العناية الملكية السامية، إنجاز العديد من المشاريع المهيكلة، لاسيما المشاريع المندرجة في إطار البرنامج االجهوي لتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، ومخطط التسريع الصناعي، بالإضافة إلى العديد من المشاريع ذات الوقع المهيكل في القطاعين الفلاحي والسياحي، فضلا عن الدينامية التي يتميز بها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وينضاف برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024)، حسب لفتيت، إلى برامج التنمية التي أطقها الملك بمختلف جهات المملكة، مشيرا في هذا الصدد، إلى برامج “الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية”، و”طنجة الكبرى”، و”مراكش الحاضرة المتجددة”، ومخطط التنمية الحضرية للدار البيضاء الكبرى، و”الحسيمة منارة المتوسط” والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.

وأبرز أن تنفيذ هذا البرنامج يعتمد على آليات الحكامة الجيدة لضمان التتبع الصارم والشفاف لإنجاز ما يتضمنه من أوراش في احترام تام للآجال المحددة.

وأكد وزير الداخلية، من جهة أخرى، أنه يجري إعداد مشروع عقد برنامج التنمية الجهوية بين الدولة وجهة سوس -ماسة وفق مقاربة تشاركية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يتوخى تنفيذ مشاريع تنموية جهوية ذات أولوية في مجالات تقوية الاقتصاد وتنويع مجالاته، وتحسين جاذبية المجالات الترابية وتحقيق التنمية المستدامة.

من جهته، قال والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير-إداوتنان، أحمد حجي، إن برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024) الذي أطلقه الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، يأتي وفق مقاربة استراتيجية انخرط فيها مختلف فاعلي المدينة.

وأوضح السيد حجي في كلمة ألقاها بين يدي جلالة الملك بمناسبة إطلاق برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير (2020-2024) ،أن هذا الأخير يرتكز على ستة محاور أساسية، مشيرا إلى أن المحور الأول يهم إنجاز الخط الأول للحافلات ذات جودة عالية لمدينة أكادير يمتد على طول 15,5 كيلومترا، ويربط ميناء أكادير بحي تيكيون، والمناطق الصناعية المحيطة به، مرورا بالحي الإداري للمدينة وشارع الحسن الثاني، وسوق الأحد وشارع الحسن الأول والمركب الجامعي ابن زهر، والمنطقة الصناعية لتاسيلا.

وأضاف أن خط الحافلات هذا، الذي يضم 35 محطة، سيساهم في الارتقاء بأنماط النقل العمومي وحل إشكالية التنقل الحضري، وتحسين شروط السلامة الطرقية وتعزيز جاذبية المدينة.

وتابع حجي أن المحور الثاني للبرنامج المتعلق بتقوية البنيات التحتية وتحسين انسيابية التنقلات بأكادير، يهم إنجاز الشطر الأول للطريق المداري الشمال-الشرقي على طول يناهز 25 كيلومترا يربط مطار أكادير المسيرة بالميناء التجاري للمدينة، وتهيئة منشآت فنية، وخلق مداخل جديدة للمدينة انطلاقا من هذا الطريق، والشرووع في إعادة تهيئة الطريق السريع.

وفي إطار المشاريع المهيكلة المرتقبة أيضا في إطار هذا المحور، ذكر السيد حجي مشروع إعادة تأهيل المحور الطرقي شرق غرب على طول 5 كيلومترات وتمديده على طول 2,5 كيلومترا لربطه بالطريق الوطنية رقم 11، وتأهيل الشبكة الطرقية الحضرية على طول إجمالي يناهز 100 كيلومترا بتهيئة عدد من الشوارع الرئيسية من أهمها شارع محمد الخامس وشارع العيون، وشارع الملاحة، وما يناهز 30 مدارة، وإنجاز مرآبين تحت أرضيين بمنتزه الانبعاث (600 مركن)، وسوق الأحد (1000 مركن)، وتقوية شبكة الإنارة العمومية بالمدينة وإحداث نظام متطور للمراقبة بالكاميرات.

وسجل أن المحور الثالث يتوخى التهئية الحضرية للمنطقة السياحية بأكادير والرفع من جاذبيتها، من خلال إنجاز عدد من المشاريع لاسيما إعادة تأهيل كورنيش المدينة، وإحداث مرافق عمومية (مركز المعلومات السياحية، ومتحف تيميتار)، والربط الأفقي للمدينة بالمنطقة الشاطئية، وتأهيل الشبكة الطرقية بالمنطقة السياحية وشبكة الإنارة، وتأهيل المساحات الخضراء بالمنطقة، وتأهيل وإعادة هيكلة حديقة وادي الطيور، والارتقاء بالمنطقة الشاطئية وإحداث وتأهيل مسارات سياحية موضوعاتية (المسار التجاري، والمسار الترفيهي، والمسار الثقافي، والمسار الرياضي).

وأضاف أن مشاريع المحور الرابع تندرج في سياق العمل على المحافظة على المحيط البيئي وإنشاء وتأهيل الفضاءات الخضراء، مبرزا أن الأمر يتعلق بإحداث منتزه تيكيون (28 هكتار)، ومنتزه الإنبعاث (25 هكتار)، وتأهيل وإعادة هيكلة منتزه ابن زيدون وحديقة أولهاو (15 هكتار)، بالإضافة إلى مجموعة من الحدائق والساحات العمومية وتجهيز فضاءات ترفيهية بالأحياء الآهلة بالسكان.

وأكد والي جهة سوس ماسة في هذا الصدد، أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، سيتم اللجوء في سقي مجموع المساحات الخضراء بأكادير بما فيها ملاعب الكولف إلى استخدام المياه العادمة المعالجة، والحفاظ على الموارد المائية، مذكرا في هذا الصدد بأن القدرة الإنتاجية لمحطة معالجة المياه العادمة تبلغ 11 مليون متر مكعب.

ويسعى المحور الخامس إلى تعزيز المنشآت الدينية ودور العبادة بالمدينة وتثمين التراث والاهتمام بالتنمية الثقافية، حيث يشمل الشق الأول من هذا المحور “رعاية الشأن الديني” من خلال إحداث مسجد بحي السلام ومركب ديني وإداري وثقافي بخي فونتي متعدد المكونات.

وأضاف أن الأمر يتعلق أيض بشق “حماية وتثمين تراث المدينة “الذي يعتمد على إعادة تأهيل قصبة أكادير أوفلا ، وتهيئة ساحة “ذاكرة مدينة أكادير”، وإنشاء متحف الثراث الأمازيغي، وكذا تأهیل و تهيئة المقر السابق لبنك المغرب وتحويله إلى بنية متحفية تؤرخ لفترة إعادة بناء المدينة، فضلا عن تأهيل ورد الاعتبار إلى مجموعة من الساحات والبنايات التي يعود إنشاؤها إلى هذه الفترة.

وفي شق الإنعاش الثقافي، أبرز أنه سيهم إنجاز خزانة وسائطية ومركز للأرصدة الوثائقية، وإنجاز مركز ثقافي بحي فونتي، وتأهيل مسرح الهواء الطلق بشارع محمد السادس، وإحداث وتجهيز مركز للتفتح الثقافي والفني.

وسجل أن المحور السادس والأخير يرتبط بتعزيز التجهيزات الاجتماعية الأساسية ويهدف إلى استكمال تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، ومواكبة النمو الديموغرافي والتوسع العمراني للمدينة وكذا تحسين إطار عيش المواطنين.

وفي موضوع استكمال تأهيل الأحياء ناقصة التجهيز، أبرز والي جهة سوس ماسة أن المشاريع المندرجة في هذا الإطار تأتي في سياق مواصلة المجهودات الجبارة التي بذلت خلال العشرية الأخيرة لتاهيل الأحياء ناقصة التجهيز بأنزا العليا، وتدارت، وسفوح الجبال، وبنسرغاو، وأغروض، وتيكيوين، لإدماجها في النسيج الحضري للمدينة.

وقال حجي أنه تمت أيضا برمجة مجموعة من المشاريع في هذا الصدد، والتي تهم أساسا قطاعات الشباب والرياضة (إحداث مسبح أولمبي، وقاعة مغطاة كبرى، وإحداث أربع مسابح نصف أولمبية، وإحداث أو تأهيل 8 قاعات مغطاة للرياضات الجماعية)، وقطاع الصحة لاسيما من خلال بناء وتجهيز مصحة النهار، ومركز لتشخيص داء السل وأمراض الجهاز التنفسي، ومركز للترويض وإعادة التأهيل البدني، وفضائين صحيين للشباب بكل من أنزا وتالبورجت، واستكمال تمويل بناء وتجهيز مستشفى الأمراض النفسية.

وتابع أن قطاع التعليم سيعزز بدوره في إطار هذا البرنامج من خلال بناء أربع مدارس ابتدائية، وأربع ثانويات إعدادية، وكذا تأهيل وتوسعة مجموعة من المؤسسات التعليمية.

أما قطاع الأنشطة الاقتصادية والتجارية للقرب، فسيعرف في سياق برنامج التنمية لمدينة أكادير، حسب السيد حجي، عدة مشاريع كإنجاز سوق للسمك ومقاه بمدخل الميناء، وإنجاز سوق بحي أنزا العليا وتأهيل سوقين جماعيين بكل من مركز أكادير وحي تالبرجت، وتهيئة سوق تيكيوين ومحيطه مع إدماج تجار المتلاشيات.

وخلص إلى أنه من أجل ضمان تنفيذ هذا البرنامج في آجاله المحددة، ستقوم شركتا التنمية المحلية “أكادير سوس -ماسة تهئية” و”أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية” بالإشراف على إنجاز مختلف المشاريع المبرمجة برسم البرنامج الجديد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد