زنقة 20. الرباط
قال الاستاذ الجامعي عبدالرحيم المنار اسليمي ، أن ‘تصريح صلاح الدين مزوار حول الوضع في الجزائر خطير وغير محسوب’.
وشدد رئيس المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، في تصريح لمنبر Rue20.Com على أن “الأمر يتعلق بتصريح شخصي لا يلزم الدولة في شيء ،وبيان وزارة الخارجية واضح بأنه يحمل مزوار مسؤولية تصريحه الشخصي الذي لا يلزم الدولة، والخطير ان هذا التصريح يأتي في وقت تعيش فيه هذه العلاقات نوعا من الهدوء منذ سقوط نظام بوتفليقة”.
و اضاف ‘اسليمي’ على متن تصريحه، بأن ما صدر عن مزوار، “يثير تساؤلات كثيرة حول توقيت هذا التصريح داخل منتدى يجمع العديد من السياسيين والاقتصاديين والخبراء من مجموع دول العالم، فالسيد صلاح مزوار هنا يدلي بتصريح شخصي رغم صفته السابقة كوزير خارجية سابق ورئيس لأكبر تجمع اقتصادي ومالي في المغرب ( الاتحاد العام لمقاولات المغرب ) من المفترض أن يتحدث في القضايا الاقتصادية إذ لم يسبق لرئيس تجمع اقتصادي ان أدلى بتصريح سياسي بهذا الشكل الخطير ، والغريب انه يرتكب خطأ كبيرا رغم كونه رئيس سابق للدبلوماسية المغربية يفترض فيه التحفظ في تصريحاته ويفترض فيه ان يضع أمامه مبدا يشتغل به المغرب وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، فالسياسة الخارجية المغربية يعرف الجزائريون جيدا انها مبنية على احترام حسن الجوار ومبدا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
و أكد اسليمي، على أن “دعوة مزوار الجيش الجزائري أمام ملتقى دولي بأن يتقاسم السلطة يعد تصريحاً خطيراً قد يتم توظيفه من طرف السلطات الجزائرية رغم معرفتها بأن القاعدة الأساسية في السياسة الخارجية مبنية على عدم التدخل وأن تصريح أشخاص بدون مسؤولية لا يلزم الدولة ، والتصريح خطير وشخصي يلزم صاحبه وقد يستعمله الجيش الجزائري في الازمة وقد تابعنا طريقة رد قائد الجيش منذ أيام على بعض أعضاء البرلمان الأوروبي ولاحظنا كيف تجنبت شخصيات دبلوماسية سابقة من دول كثيرة عدم التعليق على الوضع في الجزائر لأنهم يدركون جيدا حساسية الجزائريين اتجاه التصريحات الخارجية”.
و حسب اسليمي، فان صلاح الدين مزوار “ارتكب خطأ شخصيا كبيراً في ظرف دقيق توجد فيه نفسية قائد الجيش في ظرفية نظرا لاستمرار الاجتجاجات للاسبوع الرابع والثلاثين على التوالي ،وفي وقت يبحث فيه قائد الجيش عن أي ورقة لتوظيفها في الأزمة الداخلية”.
و شدد الدكتور الجامعي ذاته، على أن “المغرب حافظ على قاعدة مبدا عدم التدخل وتجنبت الدبلوماسية المغربية التعليق على الأزمة الجزائرية لأنها شأن داخلي يهم الجزائريين ومطلوب احتواء تصريح صلاح الدين بسرعة لكي لا يتم تكسير كل لحظات الهدوء والتفاؤل الذي بدأ يروج في الأفق بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية، فالرجل وهو يتحدث في ملتقى سياسي أمام شخصيات دولية لا يدرك انه أعطى للقايد ورقة للقايد صالح لاستعمالها داخليا وخارجيا”.
و ختم اسليمي، بالقول على أن “شخصيات دبلوماسية سابقة كثيرة مغاربية وعربية فرنسية وأمريكية تجنبت الدخول في توصيفات للازمة الجزائرية لكونها تدرك جيدا طبيعة نفسية السلطات المدنية والعسكرية الجزائرية ولا اعرف كيف لم ينتبه دبلوماسي سابق يفترض فيه أن السنوات التي قضاها في وزارة الخارجية علمته قاعدة قانونية تقوم على مبدأ عدم التدخل وقواعد سيكولوجية مرتبطة بمعرفة نفسية الحكام في لحظات الازمات” .