زنقة 20. الرباط
قال الباحث والمحلل السياسي ‘إدريسي الكنبوري’ إن “قرار حزب التقدم والاشتراكية الانسحاب من الحكومة قرار هروب لا قرار انسحاب”.
و شدد دات الباحث، في تدوينة له على حسابه بالفيسبوك، أن “هذا واضح لأن الحزب كان مجرد وديعة لبنكيران عند العثماني، وتضرر من المفاوضات الأخيرة لتعديل الحكومة لأن حصته ستتقلص بل ربما تكهن سلفا بإمكانية الاستغناء عنه وتركه يسقط بشكل حر”.
واستغرب الكنبوري، الصياغة التي تمت بها كتابة بلاغ الخروج للمعارضة، قائلاً : “البلاغ الذي أصدره الديوان السياسي مثير وهذا يكشف تخبط الأحزاب السياسية في المغرب. لا أفهم لماذا تكتب هذه الأحزاب بلاغات بهذا الشكل مليئة بالتناقض والارتباك وتريد أن تقول فيها كل شيء دون مناسبة”.
و شدد الكنبوري، على أن “الحزب وجد في جميع الحكومات الخمسة أو الستة الأخيرة ثم يريد أن يختم بشهادة مزورة تلقي اللوم على الآخرين. يتمسح البلاغ بالخطب الملكية الأخيرة لتوجيه النقد إلى الحكومة وكأنه كان في غيبوبة وصحا بعد الخطب الملكية”.
واعتبر ذات الباحث، أن “المشكلة أن التوقيت لم يكن في صالح القرار لأن الملك يخطب منذ ثلاث سنوات خطبا قوية وليس الآن فقط. ثم إن الحزب أدرك بأنه لم يعد مطلوبا فسارع في البلاغ إلى تأكيد انتمائه إلى عائلة اليسار، لكن اليسار هو الذي انتقده عندما تحالف عام 2012 مع العدالة والتنمية ولم ينصت إليه”.
وختم الكنبوري، تدوينته بالتأسف لما وصل اليه الواقع الحزبي في البلاد، قائلاً :
“ليس غرضي تسفيه موقف الحزب، فالحزب حر في قراراته، لكن أتحدث بحرارة المواطن والمثقف الذي يسوؤه المستوى الذي وصلناه من الانحطاط والتلفيق والتلبيس. المشكلة أن المغاربة لم يعودوا يثقون أبدا في الأحزاب ولن يجد أي حزب من يبكي عليه حتى لو أعلن عن حل نفسه في الشارع العام، وليس فقط الانسحاب من الحكومة. أقول كلامي هذا وأنا آسف، لكنها الحقيقة دون لوك للكلام ودون شقشقة تحليلية تغطي الواقع المرير بالمصطلحات التي تصلح لتشريح الوضع السياسي في الاتحاد الأوروبي فقط وليس لها الحق في الهجرة”.