بقلم : علي الأنصاري
في ثاني ايام المنتدي العالمي الاجتماعي كاد الصراع المغربي الجزائري، ان يجر المنتدى الى متاهات، غاب النقاش والحوار وسيطرت لغة العنف في محاولة من الوفد الجزائري الألف والمئتي عضو والمسنود بما يماثل ذلك من وفد البوليساريو، نسف ندوة حول انتهاكات حقوق الانسان بمخيمات تندوف نظمتها هيئات حقوق الانسان بالمغرب، تدخل امن المنتدى جنب المنظمين ما لا تحمد عقباه.
في زاوية أخرى استعرضت جمعية بجدور للسلام والتنمية ، التطور التنموي والعمراني الدي عرفته المدينة منذ استرجاعها من اسبانيا الى اليوم، عرض الاخت نورا الانصاري اتسم باحترافية كبيرة ، ارقام وصور للمدينة ما بين الامس واليوم تبرهن على تنمية كبيرة شهدتها حاضرة تيدرايين بني الأنصار.
في الخيمة الجزائرية بكلية الحقوق، عروض شعبية تعكس تنوع الجزائر، فرقة من عين امناس ترقص تيداماتن على انغام طوارقية ، وفرق من مزاب والشاوية والقبائل وقسطنطينة، تبرز تنوع وثراء الثقافة الموسيقية الشعبية الجزائرية.
في جانب دات الخيمة، اختارت شابتين طارقيتين من تامنغست عرض منتوجات تقليدية ، حلي وملابس ومصنوعات جلدية، لقيت اعجاب زوار المنتدى احدى الشابتين كانت تجد صعوبة في تحويل اثمان سلعتها من العملة الجزائرية الى الدينار التونسي.
في احد اركان المنتدى استوقفنا انا وصديق موريتاني، نقاش وحوار كاد يتحول الى تشابك بالأيدي بين ايرانيين ينادون برفع الحصار عن غزة ويشترطون قبل الدخول الى خيمتهم المرور فوق العلم الاسرائيلي، وقوميين عرب يرفعون صور صدام وبشار وينادون بتدمير اسرائيل وايران معا.
الخطاطة يسر
بينما الكل منهمك في التعريف بقضيته، منادون بالحرية بلا حدود بما فيها الجنسية، ماركسيون يدفعون الجماهير للتحرك ضد الحكام والامبريالية، جمعيات تنادي بمياه نقية لكل البشر، سكان محليون يطالبون بحقهم في استثمار ثرواتهم الباطنية وينددون بجشع الشركات متعددة الجنسية، مهاجرون غير شرعيون يطالبون باللجؤ، جمعيات البيئة، كانت قضية وطريقة الحسناء يسر مختلفة كاسمها، تعرض الحسناء بابتسامة لا تقاوم على الزوار كتابة اسماءهم بخط عربي يضاهي امهر الخطاطين، وأثناء زخرفة الاسم تقوم يسر بعرض افكارها حول الاسلام وسماحته و الله عدل بأسلوب سهل، طبعا الداعية الحسناء تستهدف الاجانب من جنسيات غربية، لكن العبد الملحاح دائما ما يصل لهدفه، حظيت بلوحة رائعة من يسر الله يكثر من امثالها.
عانى الامازيغ القادمين من المغرب والجزائر وتونس، وليبيا، قبل ان تتاح لهم الفرصة لتنظيم ندوتهم حول التعدد الثقافي واللسني واخرى حول وضعية الامازيغ في شمال افريقيا، هم ظاهرة صوتية فك الله اسر قائلها.
الكوسكوس يجمع لا السياسة
ظهيرة الجمعة انهك التعب والجوع غالبية الوفود والزوار، صف طويل امام المطعم الجامعي ، قائمة الغداء الوحيدة هي الكوسكوس التونسي، بالنسبة للأجانب تذوقه يعني استكمال لأيام سياحية في تونس، اما المغاربيين فانه الامر معتاد ، ما ان يصل احدهم الى النادل ويضع بعضا من الكوسكوس في صحنه حتى يبحث عن اي مكان لتناوله، لا يمكنك اختيار جليسك الاماكن ممتلئة ، لذا غالبا ما تجد مغربي وجزائري على نفس الطاولة ، كانوا في مشادة هدا الصباح، الآن يأكلون الكوسكوس بشهية ويتجاذبون اطراف الحديث عن اختلاف مكونات الكوسكوس المغربي والجزائري، او عن السياحة في البلدين والمدن الافضل واسعار تذاكر السفر، في طاولة اخرى تجد صحراويين احدهم مع الوحدة المغربية والاخر مع الانفصال ، وهم يتساءلون عن مصير عائلات فرقتها السياسة وعن الانساب وقد يجد احدهم ان جليسه الذي لم يره يوما يقاسمه نفس القبيلة بل نفس العشيرة.
علق صديق تونسي على هذا المشهد بالقول بأن الكوسكوس يجمع ما لا تجمعه السياسة، واستشهد بمقولة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، حين سئل عن حدود المغرب العربي او الكبير فقال” ينتهي حيث ينتهي الكوسكوس والمذهب المالكي” فقلت له اذن ازواد مغاربية فأجاب ولم لا.
ودعنا المنتدى على امل ان نلتقي بعد سنتين في كندا، في منتدى مختلف اختلاف المكان والزمان.
الخبر التالي
قد يعجبك ايضا
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك