زنقة 20 . الرباط
أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مهام رئيس قسم الاستخبارات والأمن القوي الفريق محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق و الذي أحيل على التقاعد حسبما أفاد به هذا الأحد بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية.
وجاء في بيان الرئاسة الجزائرية أنه “بموجب أحكام المادتين 77 (الفقرتين 1 و 8) و 78 (الفقرة 2) من الدستور الجزائري انهى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم مهام رئيس قسم الاستخبارات و الأمن الفريق محمد مدين الذي أحيل على التقاعد”.
وأضاف المصدر أن الرئيس بوتفليقة عين عثمان طرطاق رئيسا لقسم الاستخبارات و الأمن. وكان عثمان طرطاق وهو لواء متقاعد يشغل الى هذا اليوم منصب مستشار لدى رئيس الجمهورية وسبق أن تقلد مسؤوليات عليا بمصالح الإستخبارات والأمن.
وقال محللون إن الرئيس الجزائري أقال مدين في أحدث خطوة ترمي لكبح جماح نفوذه على الساحة السياسية. محمد لمين مدين المعروف أيضا الفريق “توفيق” من مواليد 1939 في منطقة قنزات في ولاية سطيف، وشغل منصب رئيس الاستخبارات الجزائرية من شتنبر 1990 حتى إقالته.
ويوصف الفريق توفيق بـ”الرجل الغامض”، ولا يتداول الإعلام له غير صورة أو صورتين، حيث لا يظهر أبدا أمام الإعلام ولم يدل بأي تصريح منذ أن عين قائدا للاستخبارات.
وفي السيرة الذاتية للفريق توفيق في موقع “ويكيبيديا”، أن اسمه الكامل “محمد لمين مدين ولد سنة 1939 في قنزات بولاية سطيف، وهو رجل عسكري غامض ولا يعرف عنه إلا القليل جدا”. وقلد الرئيس بوتفليقة وسام الشجاعة للفريق “التوفيق” في الخامس من يوليوزالماضي، عقب إشاعات إعلامية بوجود عدم توافق بين الرجلين منذ فترة، ما اعتُبر ردّا من بوتفليقة على ما أشيع.
وقضى توفيق طفولته في حي بولوغين الشعبي في الجزائر العاصمة وانضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني بعد إضراب الطلبة سنة 1957 والتحق بصفوف وزارة الاستخبارات والتسليح برئاسة عبد الحفيظ بوالصوف رفقة (يزيد زرهوني – قاصدي مرباح – مسعود زقار – دحو ولد قابلية والقائمة طويلة ) وكان يلقب بـ”سي توفيق”.
وانتقل بذلك إلى الولاية الثانية (اتلشمال القسنطيني)، وكانت مهمته تسهيل إدخال السلاح عبر الحدود الشرقية الجزائرية. بعد الاستقلال دخل مدرسة الاستخبارات الروسية (دفعة السجاد الأحمر) في موسكو الاتحاد السوفييتي، حيث تلقى تكوينا عسكريا مختصا في مجال الاستخبارات، ثم عمل مسؤولا عن الأمن العسكري في مديرية وهران مع العقيد الشاذلي بن جديد مسؤول الناحية العسكرية الثانية وهناك تعرف على الراحل العربي بلخير.
وفي سنة 1980 عينه الرئيس الشاذلي بن جديد قائدا للمعهد العسكري للهندسة ثم عين مديرا للمديرية الوطنية لأمن الجيش (لأمن العسكري) وقضى فيها ست سنوات وفي 1986 عين قائدا للأمن الرئاسي.
عينه ملحقا عسكريا في سفارة الجزائر في طرابلس في ليبيا عام 1987، وبعدها بعام واحد حصلت الأحداث الاجتماعية والسياسية في الجزائر (أكتوبر 1988) ما دفع الرئيس الشاذلي بن جديد إلى إحالة مدير الأمن العسكري لكحل عياط ومدير الوقاية والأمن (محمد بتشين) للتقاعد مع إعادة هيكلة الأجهزة الخاصة وإنشاء دائرة الاستعلام والأمن وأوكل مهام رئاسة هذا الجهاز إلى محمد مدين ورقي إلى رتبة عميد (جنرال).
وفي الخامس من يوليوز قلد الرئيس بوتفليقة “وسام الشجاعة” للفريق توفيق، ما اعتبره مراقبون ردّا من الرئيس على إشاعة تداولها الإعلام والشارع تقول بوجود عدم توافق بين الرجلين منذ فترة طويلة.