زنقة 20 . الرباط
أعلن حزب الأصالة والمعاصرة، على لسان حكيم بنشماش، الناطق الرسمي بإسم الحزب، إستعداده لتقديم نقد ذاتي لعموم المغاربة إذا تبت أنها استعملت كلاما حاطا بالكرامة ويندرج ضمن الخطاب السوقي المنحط.
حكيم بنشماش، وجه خلال ترأسه مساء يوم السبت 4 أبريل 2015 لقاءا تواصليا مع منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة بجهة الرباط-القنيطرة، رسائل سياسية قوية حاملة لعدة قراءات خاصة بتزامنها وموعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
ومن أبرز الرسائل التي وجهها رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إعلانه أن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة ليست لها عقدة نقص وعلى استعداد تام لتقديم نقد ذاتي لعموم المغاربة إذا تبت أنها استعملت كلاما حاطا بالكرامة ويندرج ضمن الخطاب السوقي المنحط.
وقال نحن كفاعلين سياسيين مجرد بشر ربما نكون شاركنا في هذه المسرحية السخيفة، ربما نكون قد أخطانا لهذا ليس لدينا أدنى مركب نقص لنقوم بنقد ذاتي في الباب، لكن يقول حكيم بنشماش، هذا لا يعفينا من المضي قدما في إثارة القضايا التي تهم المجتمع المغربي بعيدا عن السب وتوجيه الاتهامات لأننا واعون بأنه في زحمة هذه الخطابات المنحطة تكاد تغيب القضايا الحقيقية التي تهم بلادنا وتهم المغاربة ويصبح الرأي العام منشغلا بالقضايا الزائفة.
وبخصوص ردود الأفعال التي عرفتها الرسالة التي وجهتها أحزاب المعارضة إلى عاهل البلاد، أوضح حكيم بنشماش أن الأمر نابع من مسؤولية الحزب إلى جانب أحزاب المعارضة، لأن المسار الذي يسير فيه رئيس الحكومة خطير، حيث انتقل من مرحلة الاختباء وراء الملك إلى إقحامه في الصراع السياسي، ولا أدل على ذلك من التصريح الأخير لرئيس الحكومة في أحد لقاءاته الحزبية من كون جلالة الملك تعرض لضغوط من أجل إرباك وإسقاط الحكومة، مضيفا في تصريحه بأن الملك قاوم تلك الضغوط، معبرا بأسلوبه الملتوي كون الملك مع طرف ضد طرف، والحال أن الملك فوق الأحزاب وفوق المؤسسات ويفترض أن نتركه على نفس المسافة مع كل الأطراف -يقول بنشماش-.
وعلى هذا الأساس، يقول بنشماش، لجأنا إلى التحكيم الملكي، وهو ما تم بالفعل حيث تم رفع الشكاية واستقبلنا من طرف مستشاري الملك في لقاء وضحنا فيه أن الرجل (بنكيران) يقحم المؤسسة الملكية في الصراع السياسي وهو ما لا يمكن أن نسمح به.
وذكر بنشماش بأن أحزاب المعارضة تفطنت للعبة المكشوفة التي يمارسها رئيس الحكومة ومحاولاته المتكررة في جر الحزب إلى مواجهة سياسية مفتوحة يعمد هو نفسه إلى استعمال العنف اللفظي فيها، والذي كثيرا ما كان جارحا، سواء عندما كان أمينا عاما لحزب سياسي أو عندما أصبح رئيس حكومة يفترض أن يتعامل بنفس المنطق مع كل المغاربة.
وشدد رئيس “برلمان البام” على أن ما يقوم به رئيس الحكومة من إقحام للمؤسسة الملكية في الصراع السياسي هو سوى لعب بالنار.
وأكد بنشماش أن العنف اللفظي يترك جروحا ونذوبا كما قد يكون مقدمة لعنف مادي، وهو ما لن نسمح به أن يقع في بلادنا خصوصا والمكانة المتميزة التي باتت تتبوؤها في محيطها الإقليمي والجهوي.
وفيما يتعلق بخلفيات استعمال رئيس الحكومة لمثل هذا الخطاب، أكد بنشماش على الأمر له مبررين أساسيين، أولهما، كون رئيس الحكومة قد ألف استخدام خطاب المظلومية لاستجداء تعاطف المواطنين، وثانيهما، أنه يعمل على إلهاء الرأي العام وصرف انتباهه عن القضايا الجوهرية والحقيقية، والتي تتعلق أساسا بحصيلة الثلاث سنوات من تدبير هذه الحكومة للشأن العام، خصوصا وأنها وصلت إلى سدة الحكم في سياق دستور جديد مكنها من اختصاصات وصلاحيات لم تتح لأي وزير أول في التاريخ الدستوري للمملكة.