عبد النباوي يدعو وكلاء الملك للتمسك بالإستقلالية في إصدار الأحكام و الإنفتاح على الحكومة و البرلمان !

زنقة 20 | مراكش | محمد المفرك

قال الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة محمد عبد النباوي، اليوم الاثنين بمراكش، إن القضاة يتعين عليهم استحضار البعد الحقوقي السامي لمبدأ الاستقلال، للتمسك بالاستقلالية في قراراتهم ، لإصدار أحكام عادلة ومنصفة تستند للقانون والاجتهاد القضائي الراسخ.

ودعا في كلمة خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي للقضاة في نسخته الواحدة والستين المنظم من طرف الودادية الحسنية للقضاة والاتحاد الدولي للقضاة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس ، القضاة إلى استعمال السلطات القانونية المخولة لهم لتحقيق الأمن القضائي وتوفير مناخ الثقة في المؤسسات، مما سيوفر الأجواء المناسبة للاستثمار والظروف المساعدة على زيادة الإنتاج ويتيح ظروف الشغل والاستقرار للساكنة.

وأبرز أن قضاة النيابة العامة بالمغرب يؤمنون بأهمية دورهم في حماية الحقوق والحريات ، وفي مكافحة الجريمة ، وتوفير الأمن واستثباب النظام ، حتى ينعم المواطنون بحقوقهم وحرياتهم ، مؤكدا “عزمهم على مواصلة نضالهم من أجل فرض سيادة القانون ، مسلحين بدعم صاحب الجلالة وبما يوفره الدستور والقانون من إمكانيات وآليات ، متشبثين بوحدة السلطة القضائية واستقلالها”.

وشدد عبد النباوي ، على أن الاستقلال المؤسساتي الذي حققه الدستور ثم القانون المغربي للقضاء وجعله سلطة دستورية قائمة الذات مستقلة كل الاستقلال عن البرلمان والحكومة ، لا يحول دون تعاون السلطات في إطار التوازن، بحيث تتعاون سلطات الدولة الثلاث لتنفيذ السياسات العامة للدولة ، وتؤدي كل سلطة واجبها المنوط بها دستوريا بما يكفل سلامة تدبير الشأن العام، في الحدود المرسومة بمقتضى القوانين، وفي مقدمتها القانون الأساسي للمملكة الذي يضمن استقلال السلطة القضائية.

وأضاف أن الدستور لم يكتف بضمان الاستقلال المؤسساتي للسلطة القضائية عن السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولكنه أوجد كذلك الآليات المناسبة لضمان الاستقلال الذاتي للقضاة ، حيث منع كل تدخل في أحكام القضاة أو التأثير عليهم ، ووفر لهم حصانة من النقل والعزل.

وأكد على أن هذه الحماية تمتد لجميع القضاة بمن فيهم قضاة النيابة العامة رغم انتمائهم لتسلسل رئاسي يملك فيه كل رئيس السلطة على أعمال مرؤوسيه، ويحق له إصدار تعليمات وتوجيهات إليهم.

من جهة أخرى ، أبرز المتحدث أن احتضان المملكة المغربية للمرة الثانية لأشغال هذا المؤتمر بعد المؤتمر ال 52 الذي انعقد سنة 2009 يعد دليلا على الثقة التي يضعها منظمو المؤتمر في المغرب كوجهة دولية تتمتع بالاستقرار واستقطاب المنتديات العالمية ، ولما يحظى به قضاؤه من احترام، وما توليه سلطات هذا البلد من اهتمام لقضايا العدالة. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي متزامنا مع مرور سنة كاملة على استقلال قضاء النيابة العامة بالمملكة المغربية عن السلطة التنفيذية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد