زنقة 20 . الرباط
زلزال كبير ذلك الذي أحدثه خطاب الملك محمد السادس، الخميس الماضي، بمناسبة عيد العرش، والذي انتقد فيه صراحة عمل بعض قنصليات المملكة، داخل وزارة الخارجية.
الملك في خطابه ،وجه ما اعتبر بأمر لوزير الخارجية مباشرة، إلى ”ضرورة العمل، بكل حزم، لوضع حد للاختلالات والمشاكل التي تعرفها بعض القنصليات”، وبـ”إنهاء مهام كل من يثبت في حقه التقصير، أو الاستخفاف بمصالح أفراد الجالية، أو سوء معاملتهم”.
غضبة الملك، فتحت ملف قنصليات المملكة، ما اعتبرها الكثيرين مقدمة لإحداث تغييرات واسعة في المرحلة المقبلة، ستكون من نتائجها إسقاط العديد من القناصل الذي ثبت تقصيرهم في أداء مهامهم.
من جهة أخرى ،ألغى وزير الخارجية صلاح الدين مزوار ،عطل العديد من القناصل وبعض الموظفين، قد جرى تجميدها بعد الخطاب الملكي، إلى حين ترتيب الأمور الداخلية لمجموعة من القنصليات في الخارج، والتي تطرق إليها الملك في خطابه .
وتعكف وزارة الخارجية ،على لائحة تعديلات بناء على توجيهات من القصر الملكي، بعد إحالاته لتظلمات المهاجرين، والبعض الآخر بناء على شكاوى مواطنين مغاربة في الخارج ،جرى التحقق من صحتها، فضلا عن تقارير تتوصل بها الوزارة في إطار مراقبتها لعمل القنصليات.
وكان الملك قد ذكر أنه وقف، خلال الزيارات التي يقوم بها إلى الخارج، وعندما يلتقي ببعض أفراد الجالية بأرض الوطن، على ما أسماه “انشغالاتهم الحقيقية”، كاشفا أنه كان يعتقد أنهم يواجهون بعض الصعوبات داخل المغرب فقط، لكن “عددا منهم يشتكون أيضا من مجموعة من المشاكل في تعاملهم مع البعثات القنصلية المغربية بالخارج”، مبرزا أن بعض القناصلة “عوض القيام بعملهم، على الوجه المطلوب، ينشغلون بقضاياهم الخاصة أو بالسياسة”.
هذا ومن المنتظر أن يعرض اليوم الأربعاء، وزير الخارجية صلاح الدين مزوار أمام وسائل الإعلام، مجموعة من الإجراءات الجديدة ،التي تهم خطة جديدة لعمل القنصليات المغربية بالخارج، وذلك بعد الخطاب الملكي الذي زلزل الشأن الدبلوماسي، بعد الشكاوي التي وصلت للملك من طرف مجموعة من المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج. .