صور/البوليساريو تفرض الأمر الواقع وتنظم استعراضاً عسكرياً فوق ‘تيفاريتي’ المغربية

زنقة 20. الرباط

رغم التحذيرات المغربية والأممية، عمدت جبهة ‘البوليساريو’ أمس الأحد واليوم الاثنين الى تنظيم عرض عسكري بمنطقة ‘تيفاريتي’ المغربية في استفزاز جديد للمغرب.

وعاد التوتر ليخيم على المنطقة، بعدما شرعت جبهة البوليساريو في نقل معدات عسكرية للمنطقة العازلة فوق التراب المغربي، متجاهلة دعوة الأمين العام للعودة للتراب الجزائري.

الى ذلك، اعتبر الخبير الأمني الجزائري المنشق عن النظام كريم مولاي، أن “احتفالات البوليساريو بذكرى انطلاق العمل المسلح ضد المغرب في منطقة حدودية منزوعة السلاح، هي خطوة سياسية جزائرية بامتياز”.

وقال مولاي في حديث لموقع قدس برس”: “إن البوليساريو هي أداة بيد النظام الحاكم في الجزائر، يستعملها الآن للتشويش على التحركات المغربية في إفريقيا”.

وأكد مولاي، “أن الاستعراضات العسكرية التي نفذتها عناصر البوليساريو، من بين أهدافها لفت أنظار الأوروبيين الذين تربطهم علاقات اقتصادية بالمغرب، لا سيما لجهة الصيد البحري، بأن أزمة الصحراء الغربية لازالت قائمة”.

واستبعد مولاي، إمكانية تطور الأمور إلى تصعيد عسكري على اعتبار عدم جاهزية المنطقة لخيار من هذا النوع.

وقال: “حلفاء الأطراف المغاربية، وتحديدا فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وحتى الصين وبريطانيا، ليست معنية بحر ب من هذا النوع، وهي مهتمة بالتنسيق في مكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار ضمانا لمصالحها الاقتصادية، ولمحاربة الهجرة غير الشرعية”، على حد تعبيره.

وكانت وزارة الخارجية المغربية قد وصفت احتفال “البوليساريو” أمس في منطقة “تيفاريتي”، بـ “العمل الاستفزازي”، واعتبرته “خرقا سافرا لوقف إطلاق النار وتحد صارخ لسلطة مجلس الأمن الدولي”.

وأشارت الخارجية المغربية في بيان لها، إلى أنها “راسلت مجلس الأمن وأعضاء المجلس، والأمين العام للأمم المتحدة والمينورسو، وطلب منهم تحمل مسؤوليتهم، واتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذه التحركات غير المقبولة”.

وأكدت الخارجية المغربية “أن هذا التصعيد يتم بمباركة وتواطؤ من بلد جار، عضو في اتحاد المغرب العربي، ولكن يخرق ميثاقه في مناسبتين: بإغلاق الحدود، وباستقبال حركة مسلحة على أرضه، تهدد الوحدة الترابية لدولة أخرى عضو في الاتحاد”.

وأضاف البيان: “هذا البلد، عوض احترام قيم حسن الجوار وضوابط الاستقرار الإقليمي، يتمادى في دعم مرتزقة (البوليساريو) في عملهم المزعزع للاستقرار في خرق للشرعية الدولية”.

وطلب المغرب رسميا من الهيئات الأممية المعنية، الإسراع بفتح تحقيق دولي من أجل تسليط الضوء على الوضعية في مخيمات تندوف، التي تديرها (البوليساريو) فوق التراب الجزائري”، وفق البيان.

وأقامت “جبهة البوليساريو”، أمس الأحد واليوم الاثنين احتفالات عسكرية في منطقة تفاريتي شرقي الجدار العازل تخليدا لـ “الذكرى الـ 45 لاندلاع الكفاح المسلح” بحضور زعيم الجبهة الأمين العام إبراهيم غالي.

ونظمت الجبهة استعراضات عسكرية لوحدات “جيش التحرير الشعبي الصحراوي” في مختلف الاختصاصات الميدانية.

وأكد زعيم “جبهة البوليساريو” إبراهيم غالي، أنهم حققوا انتصارات عديدة ومتلاحقة خلال السنوات الأخيرة، عززت مكانة الدولة الصحراوية داخل الاتحاد الإفريقي، مع عودة المغرب إلى المنظمة القارية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الصحراوية.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المغرب وجبهة البوليساريو، إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا للوضع القائم” في إقليم الصحراء.

تجدر الإشارة إلى أن “منطقة تفاريتي” تقع في الحدود المغربية ـ الجزائرية، وكانت تعرف وجودا مغربيا إلى حدود سنة 1991، قبل أن تتسلمها بعثة الأمم المتحدة بالصحراء بهدف تدبير اتفاق وقف إطلاق النار.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد