زنقة 20 . الرباط
أثارت صحيفة أسبوعية مغربية صادرة باللغة الفرنسية موجة غضب في فرنسا بدعوتها إلى ما سمته “إضرام النار في مثليي الجنس في المغرب” بلغت حد اختراق موقعها على الإنترنت وتعطيله، وإعلان منظمات فرنسية مدافعة عن المثليين نيتها رفع دعوى قضائية ضدها في فرنسا ومطالبة القضاء الفرنسي بعدم السماح لها بالتوزيع على التراب الفرنسي بحجة تحريضها على الكراهية والعنف.
ونشرت أسبوعية “ماروك إيبدو” الناطقة باللغة الفرنسية ملفا في عددها الحالي في الأسواق تحت عنوان “هل يجب إضرام النار في مثليي الجنس؟” وتطرقت فيه بإسهاب إلى اتساع ظاهرة بروز مثليي الجنس بشكل علني في أماكن عامة في المغرب والتقاط صور في أوضاع مخلة، كما هو الشأن بالنسبة لشابين مغربيين من مثليي الجنس اعتقلتهما الشرطة المغربية في مدينة الرباط بعد إقدامهما على تبادل القبل أمام الملأ في مكان عام.
ويستعد القضاء المغربي لمحاكمة شابين مغربيين أوقفتهما الشرطة في باحة مسجد حسان في العاصمة الرباط، ، في حالة تلبس لإخلالهما بالحياء العام وتدنيس باحة مسجد حسان، وفق ما جاء في لائحة التهم الموجهة إليهما، حيث ضبطا يتبادلان القبل والقيام بممارسات شاذة في المسجد المذكور.
وسارعت وسائل الإعلام الفرنسية إلى إعادة نشر واجهة الصحيفة المغربية التي تتضمن سؤال “هل يجب حرق مثليي الجنس؟” إضافة إلى سؤالها بخصوص موقع الأخلاق في المجتمع المغربي بعد دعوة وزارة الصحة المغربية إلى ما أسمته “عدم تجريم المثلية الجنسية في البلاد”.
وكانت وزارة الصحة المغربية قد رفعت ملتمسا إلى المشرع المغربي أوصته فيه بـضرورة استعجال رفع تجريم الشذوذ الجنسي في القوانين ، مبررة ذلك بما أسمته النتائج المفزعة عن حجم الأمراض الجنسية، بما فيها داء فقدان المناعة المكتسبة الإيدز المتفشي في أوساط المثليين جنسيا.
ووصفت الصحف والمنظمات الفرنسية العنوان الذي يتصدر واجهة صحيفة “ماروك إيبدو” بـ”الصادم” رغم أن الصحيفة حاولت مواكبة النقاش والجدل الدائرين في المملكة حاليا على خلفية تزايد حالات الشذوذ الجنسي العلني ونشر صور للممارسات الشاذة في المغرب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المغربية.
ولا تزال منظمات لمثليي الجنس في فرنسا تحاول الحصول على نسخة من صحيفة “ماروك إيبدو” بهدف تسجيل دعوى ضدها أمام المحاكم الفرنسية، حيث أنها لم تتمكن من ذلك بسبب تعطيل موقعها على الإنترنت وعدم وصول العدد موضع الجدل إلى باريس.
وقال بيان صادر عن منظمة تنشط في ذات المجال أنها أوكلت إلى محامين حق مقاضاة الصحيفة المغربية في فرنسا واستصدار أمر قضائي يمنع توزيع نسخ أعدادها فوق التراب الفرنسي بحجة حضها على الكراهية والعنف.
وتعتبر صحيفة “ماروك إيبدو” الناطقة باللغة الفرنسية قريبة من الصحف التي تصنف بأنها قريبة من أصحاب القرار السياسي والاقتصادي في المغرب، وتطبع نحو 14 ألف نسخة كمعدل وسطي كل أسبوع. ولم تقتصر حملة الهجوم على الصحيفة المغربية على الإعلام الفرنسي، بل تعدتها إلى مواقع التواصل الاجتماعي الفرنسية التي انهال روادها بالسب والشتم على الصحيفة المذكورة مع دعوات لـ”إحراق طاقمها الصحافي محل مثليي الجنس”.
وفجر الحديث عن نشاطات مكثفة لمثليين مغاربة ودعم جهات أجنبية ومغربية لهم كي تخرج المثلية الجنسية في المجتمع المغربي من دائرة المسكوت عنه، الكثير من الجدل ما دفع السلطات إلى الخروج عن صمتها متوعدة مقترفي “الأفعال المخلة بالآداب والأخلاق العامة” بالملاحقة القضائية.
وعادت أخبار المثليين في المغرب إلى الواجهة مع ظهور فنانين ومثقفين في بعض وسائل الإعلام المغربية قائلين انهم يتلقون الدعم من جهات خارجية وبعض الجمعيات الحقوقية وجمعيات المجتمع المدني المغربية لتحطيم “حاجز الصمت” عنهم.
وأقدم العازف العالمي ستيفان اولسدال عضو فرقة “بلاسيبو” الشهيرة، خلال حفلة أحيتها الفرقة في إطار مهرجان “موازين” في الرباط، بتوجيه رسالة ضمنية تطالب بإلغاء بند معروف في القانون الجنائي المغربي يتضمن عقوبات سالبة للحرية في حق المثليين، أمام جمهور من عشرات الآلاف، مما يعمق الجدل “الأخلاقي” حول “موازين” ونجومه العالميين في أوساط النخبة والجمهور المغربي.
ويقول المثليون المغاربة انهم ينشطون في جمعية “كيف كيف” وهي جمعية غير مرخص لها ويهدفون إلى منع تجريم المثلية الجنسية في المغرب. حيث يعاقب الفصل 489 من القانون الجنائي المغربي مثليي الجنس بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات سجنا نافذا، وغرامة مالية من 200 إلى 1000 درهم لمن ارتكب فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي مع شخص من جنسه ما لم يكن فعله جريمة أشد.
وكان قد سحبت الجريدة الأسبوعية “ماروك إيبدو” نسخ عددها الأخير رقم 1122 ( من 12 إلى 18 يونيو 2015) الذي يتطرق لموضوع المثلية الجنسية، من الأكشاك ومن مواقعها الإلكترونية.
وحسب بلاغ للأسبوعية يومه الجمعة 12 يونيو 2015، فإن قرار السحب جاء عقب “ردود الفعل القوية التي قوبل بها العدد ولاسيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي”.
وأضاف البلاغ الموقع من طرف مدير النشر، محمد سلهامي، أن “ماروك إيبدو قررت سحب نسخ عددها من الأكشاك ومواقعها الإلكترونية، نتيجة ردود الفعل القوية بشكل خاص عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقدمت الجريدة، بالمناسبة، اعتذاراتها لكل قرائها الذين يمكن أن يكونوا قد تعرضوا لصدمة بسبب هذا الموضوع.
يذكر أن العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، استنكروا بشدة صورة وموضوع ملف العدد المذكور والمعنون بـ”هل يجب إحراق المثليين”، حيث تعالت ردود فعل قوية، متسائلة عن سبب طرح موضوع يمس قيم وهوية الشعب المغربي.