معهد أمريكي : خلايا إرهابية نائمة تترصد “حراك الريف” لتأجيج نار الغضب و اختراق الإحتجاجات

زنقة 20 . محمد أربعي

كشف المعهد الأمريكي للدراسات السياسية (أمريكن أينتربرايس أنستيتيوت) معطيات خطيرة حول أسباب تصعيد بعض مكونات حراك الريف، موجها تحذيرات للمغرب من مجندين تابعين لمجموعات جهادية يتحركون للاستقطاب وتأجيج نار الغضب واعتبرت دورية تحليلية ل”أمريكن أينتربرايس” ان الاحتجاجات، التي كانت في معظمها سلمية لا مطالب سياسية لها أصبحت هدفا لمحاولات اختراقها من قبل شبكات إرهابية وحركات انفصالية، وأن تنافسا محتدما في البحث عن موطئ قدم بين تنظيمي القاعدة وداعش زاد من خطورة الوضع.

وأوضحت فقرة من دورية المعهد الأمريكي للدراسات السياسية مخصصة للمغرب تحت عنوان “تطور الاحتجاجات يمكن أن يزعزع الاستقرار”، حسب “الصباح” ان الحسيمة ونواحيها ستشكل مستنقعا يسهل مأمورية المجندين، وأن الخلايا النائمة يمكن أن تعود إليها الحياة بين صفوف الغاضبين.

وحذرت الدورية من ان مخططات شبكات التجنيد لن تقف عند حدود استثمار اتساع دائرة المحتجين لاستمالة المتعاطفين من التيارات الجهادية، بل الخطير أنها تراهن على احتمال وقوع تراخ في يقظة الأجهزة الأمنية تلبية لمتطلبات إستراتيجية المهادنة التي يمكن أن تتبعها الدولة في تعاملها مع أزمة الريف.

وخلص المعهد إلى الى ان داعش والقاعدة يضعان الحسيمة وضواحيها في مرمى نيرانهما، وذلك بالنظر إلى التركيز الكبير في دعاية الجهاديين عبر شبكات التواصل الاجتماعي على المغرب،خاصة في مركز ومحيط بؤرة الغضب الاجتماعي.

وتجمع التقارير المخابراتية على ان الهزائم القاسية التي منى بها تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، جعلت من شمال إفريقيا الملجأ الجديد للإرهابيين عبر ليبيا وتونس، وأن تنظيم الدولة الإسلامية بصدد فتح جبهة جديدة ثانية لأعماله الإرهابية بعيدا عن منطقة غرب آسيا حيث خسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها، خاصة بعد أن ساعدت حالة الفوضى وعدم الاستقرار وغياب دولة موحدة في ليبيا على توفير أرضية مناسبة لإرهابيي “داعش” من أجل تقوية وجودهم في تونس، وبدأ عمليات التسلل إلى دول الجزائر والمغرب بدعم من مافيا المخدرات والهجرة السرية.

ذهبت الدورية المذكورة حد اعتبار أن إعادة انتشار داعش والقاعدة في شمال إفريقيا بات مسألة وقت فقط، وأن المرحلة الثانية ستراهن على التسلل إلى المغرب، بعدما تمكنتا من اختراق ليبيا وتونس وبعض أطراف أقصى الجنوب الجزائري، مذكرة بالمعلومات التي كشفتها تقارير استخباراتية غربية بخصوص التحاق 4700 ليبي و15 ألف تونسي بتنظيم “داعش” ومهمتهم تنظيم فروع للتنظيم الارهابي في المغرب الكبير.

ولم تقتصر التحذيرات الأمريكية على المغرب بل وجهت كذلك لموريتانيا والجزائر وليبيا، مطالبة بالتشدد في مواجهة مخططات نقل هيآت أركان التنظيمين الإرهابيين إلى شمال إفريقيا، على اعتبار أن الحرب القادمة على الجهاديين ستتطلب جهدا جماعيا ونيات صادقة من الدول المعنية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد