خبير: ‘رسائل المٓلك المسكوت عنها في خطاب العرش تتعلق بالتقارير المغلوطة التي تُرفع إليه والتي أثارت غضبه’

زنقة 20. الرباط

لايزال خطاب المٓلك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، يخلق جدلاً واسعاً في صفوف الساسة والباحثين والسوسيولوجيين المغاربة والأجانب حول مضامينه الغير المسبوقة الظاهرة منها والمستترة.

واعتبر الباحث والخبير الاعلامي بقناة الجزيرة، سعيد السالمي، أنه يزور ملاحظتين مهمتين اضافة الى نقاط عديدة أشار اليها متتبعون، لكون المسكوت عنه في نصه وأدائه قد يكون أكثر مما نطق به.

الملاحظة الأولى قد تفيد في المعارك الاعلامية القادمة لانها تتعلق بأسطورتين أسقطهما الخطاب بعد أن ظلتا راسختين في تمثلات فئة عريضة من المغاربة عن الملك وأسلوبه في إدارة البلاد، رغم أنهما أصبحتا محط جدل خلال السنوات الأخيرة:

الاولى تتعلق بما يعبر عنه بالتقارير المغلوطة التي ترفع الى الملك. بعد أن قيل وكتب الكثير عن آليات اشتغال الاجهزة المخابراتية المغربية العشرة، وكيف تصل التقارير بشكل يومي الى الملك كل صباح، ها هو الملك يبرهن أنه يعرف الشاذة والفذة، إلى درجة إثارة السخرية، حتى أن أحدهم قال إن الملك يرد على ذلك الثمانيني الذي خطف الاضواء في مسيرة الرباط.

الثانية هي تلك التي تنسب القمع لاجنحة الشر داخل النظام. إذا افترضنا جدلا صحة فرضية الخلاف بين تعاطي الأجنحة مع المسألة، وقد يكون، فإن الملك قال لنا بالفصيح إنه يتبنى المقاربة الأمنية ويبرر القمع ويدافع عنه.

الملاحظة الاخرى تخص مقولة ترددت كثيرا في الإعلام نسبة إلى الملك مفادها أنه وبّخ الاحزاب. والحقيقة أنه لم يوبّخ الاحزاب، ولو فعل ذلك سيكون إعلانا صريحا لسلطنة النظام، لأن الاحزاب كما هو معروف شخصيات معنوية لا تخضع التراتبية رئيس الدولة.. ولكن هذه المقولة تكرس خطابا سائدا يطبّع مع تصور “الضّيعة”، ولا يساهم في تنمية الوعي السياسي.

الملك لم يوبّخ الأحزاب ولكنه وبٌخ المسؤولين تحت إمرته، دون تخصيص، بمن فيهم الحزبيون، وإن لم يتبع خطابه بقرارات ملموسة، سيبقى هذا الكلام مجرد سجال سياسوي أشبه بقولهم عندما يهاجمون “المخزن” و”الدولة” و”السلطة”.

اما ما قاله عن الأحزاب فقد كان بلغة الملاحظ المحلل أو المواطن المعاتب الذي “لم يخطر على باله أن..”، وليس بلغة الوصي عليها.. ولعل ما ياخذ عليه في هذا الباب أنه قفز عن المبادئ الديمقراطية عندما استمال آذاننا بالنبرة الإنفعالية الثورية وسافر بنا إلى الزمن السلطاني وقال إن الأحزاب لم تقم بدورها في التواصل مع المواطنين الخ وهذه اكبر مغالطة انبنى عليها الخطاب الرسمي سيما منذ اندلاع حراك الريف.

وشدد الخبير المغربي، أن الدستور نفسه يحمل معيقات تمنع السياسيين من القيام بكامل صلاحياتهم، هذا ينضاف لضعف الأحزاب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد