زنقة 20 . الرباط
بعد فضيحة الغبار الأسود التي تفجرت قبل حوالي شهرين في مداخن المحطة الحرارية للمحمدية التي لجأت طيلة الفترة الماضية إلى نفث مقذوفاتها السوداء السامة في سماء المدينة و شواطئها دون معالجة تفجرت فضيحة بيئية جديدة بعد قرار الشروع في بناء محطة كيماوية ما من شأنه تحويل مدينة المحمدية إلى مطرح كبير للنفايات و المواد الكيماوية السامة المضرة بالبيئة.
و أثار مشروع إنجاز المحطة الكيماوية الجديدة بميناء المحمدية حسب “المساء” سخطاً عارماً في صفوف سكان المدينة خشية الاضرار البيئية الخطيرة التي تهدد صحة و سلامة السكان الذين شرعوا منذ أيام في توقيع عرائض رفض قرار إنشاء هذه المحطة و ذلك على إثر وضع الوكالة الوطنية للموانئ في وجه جميع السكان بحثاً عمومياً لكشف المنافع و المضار لهذا المشروع.
وحسب مصادر مطلعة فإن المحطة الكيماوية ستتكلف بمعالجة 1,5 مليون طن من المنتجات الكيماوية و مشتقات المنتجات النفطية إذ كشفت أن المحطة التي يجري التخطيط لإنشائها و التي تتكون من مركزين مخصصين لتحميل و تفريغ ونقل المواد الكيماوية سيكون لها خطر كبير على صحة و سلامة السكان و على البنية التحتية للمدينة خلال مراحل ما قبل إنجاز المشروع وما بعده في حين أن جودة الحياة و النظافة و التربة ستتأثر سلباً جراء ذلك.
ورسمت نتائج الدراسة صورة سوداوية حول الوضعية البيئية التي ستؤول إليها المحمدية في حال ما إذا تم الترخيص لإنشاء هذه المحطة النفطية الفتاكة خاصة في ظل الوضع الصحي المقلق الذي يعيشه سكان المدينة بفعل الإستنشاق المستمر للأدخنة السامة المنبعثة من مداخن المصانع الكبيرة و المعامل الموجودة في ضواحيها موضحة انطلاقاً من جدول يحدد التأثيرات العامة و الخاصة لهذا المسروع الجديد أن هذه المحطة سينتج عنها حتماً تأثيرات بيئية و خيمة على مستوى البيئة البشرية و البيئة الطبيعية.
و أظهرت معطيات الدراسة أن تشييد هذه المحطة الكيماوية ينطوي على مخاطر انبعاث الغبار و الغازات المتأتية جراء تنقل معدات و وسائل نقل حظيرة الاشغال و الشاحنات المحملة بالمواد دون أغطية نتيجة لتحميل و تفريغ مختلف المواد بموقع إنجاز المشروع محذرة في الوقت ذاته من مخاطر تلوث التربة عن طريق تسرب المحروقات و الزيوت المستعملة بمستودع الحظيرة ومخاطر تسرب مياه الصرف الصحي بسبب سوء اتصال للقنوات و إمكانية تضررها فضلاً عن المخاطر المترتبة عن تلوث مياه حوض الميناء جراء إلقاء النفايات المعدنية و النفطية و الزيوت من معدات الأشغال.