زنقة 20 . الرباط
بعد أن كانت عدة مصادر صحفية و ديبلوماسية مختلفة تحدثت عن وساطة يقودها المغرب لحل الأزمة الغامبية المتمثلة في إقناع الرئيس المنتهية ولايته “يحيى جامع” بالتنحي عن السلطة لصالح زعيم المعارضة الفائز في الإنتخابات و ذلك بعد زيارة وفد رفيع المستوى مكون من الوزير المنتدب في الخارجية “ناصر بوريطة” و “ياسين المنصوري” مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات،لغامبيا تحولت الأنظار في الأيام القليلة الماضية إلى الوساطة التي قادها الرئيس الموريتاني “ولد عبد العزيز” و انتهبت برحيل “جامع” عن السلطة.
مختلف وسائل الإعلام الدولية باتت ترجع سبب مغادرة “جامع” للسلطة في غامبيا إلى وساطة الرئيس الموريتاني الذي تحرك في آخر لحظة فيما الوفد المغربي الذي قيل أنه بدوره قاد وساطة بتعليمات من الملك محمد السادس حل في غامبيا منذ أسابيع و رابط في بانجول دون أن تتسرب على لقائاته أية معلومة.
وسائل إعلام إفريقية كانت قد كشفت أن الملك محمد السادس أرسل في مهمة ديبلوماسية وفد رفيع المستوى مكون من الوزير المنتدب في الخارجية “ناصر بوريطة” و “ياسين المنصوري” مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، في محاولة لإقناع الرئيس الغامبي السابق “يحيى جامع” بالرحيل عن بلاده بعد خسارته في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة.
وحسب ما نشره موقع “أفريك كونفدانسيال” في وقت سابق، فإنه في حال وافق جامع، فإن لدى الوفد تعليمات بأخذه معه إلى المغرب، بعد تقديم كل الضمانات له.
ومعلوم أن زوجة جامع (زينب سوما جامع) مغربية الأصل، وبالتالي فإن الرئيس الغامبي حسب ذات المصدر، يمتلك عدة عقارات في المغرب، و سوف يلقى بطبيعة الحال استقبالا حسناً بالمغرب.
مصادر صحفية إفريقية أخرى قالت إن الوفد المغربي الرفيع المستوى أنهى مهمته قبل الـ19 يناير الجاري مشيرةً إلى أن علاقات وطيدة تجمع المغرب بـ”يحيى جامع” الذي أيد عودة المغرب لمنظمة الإتحاد الإفريقي.
لكن في الايام القليلة الأخيرة التي سبقت تنحي “جامع” عن السلطة ظهر الرئيس الموريتاني كقائد للوساطة حيث قام بزيارة للسينغال و من بعدها انتقل لغامبيا و التقى “يحيى جامع” ليعلن بعد ذلك بيومين عن تخلي الأخير عن السلطة.
وجاء تحرك الرئيس الموريتاني بعد 24 ساعة من تأدية زعيم المعارضة الغامبية “بارو” اليمين الدستورية بالسنغال، كما يأتي بعد أن علقت منظمة “إكواس” التي تضم دول غرب إفريقيا منها السينغال و نيجيريا و ليبيريا عملياتها العسكرية التي بدأتها برا من السنغال مساء الأربعاء لإزاحة جامي بالقوة، وبعد قرار من مجلس الأمن يسمح لـ “إكواس” بالتدخل لتأمين انتقال السلطة بغامبيا.
مصادر صحفية تحدثت عن كون الرئيس الموريتاني أفشل مساعي مغربية لاستضافة الرئيس الغامبي الذي قرر اللجوء لغينيا الغستوائية بدلاً عن المغرب رغم أن المملكة لم توقع كما هو الحال بالنسبة لغينيا عن بروتوكول روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية و التي تتابع “جامع” أي أن استضافته في المغرب لن تشكل له خطراً و رغم ذلك رفض .
و أضافت ذات المصادر أن المغرب كان يحاول استغلال توسطه لحل الأزمة الغامبية في العودة بقوة لمنظمة الإتحاد الإفريقي التي عبرت في وقت سابق عن موقف صارم تجاه “جامع” مطالبةً باحترام إرادة الناخبين.