زنقة 20 . الرباط
قالت وكالة الأناضول للأنباء إن مشاورات تشكيل الحكومة المغربية التي بلغت أزيد من 3 أشهر يدور فلكها حول رجل واحد، أحزاب تربط مشاركتها به، وأخرى تنتظر الضوء الأخضر منه، ورئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران يحاول استمالته لتخطي عقبة التشكيل هو الملياردير، عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار.
و أضافت الوكالة التركية في تقرير لها أن “أخنوش” الذي وصفته برجل الأعمال والسياسة يملك مفاتيح تشكيل الحكومة المغربية وله موطئ قدم في مختلف المجالات،من المال و الأعمال و الصحافة و الطاقة والزراعة والاتصالات و السياسة.
ونقلت “الأناضول ” آراء تتسائل كيف لحزب فاز بـ37 مقعد بمجلس النواب أن يحدد مصير ومستقبل حكومة بأكملها؟.. هل لقربه من الباطرونا ومن دوائر القرار؟ أم أن هناك أسرار أخرى تحملها شخصية أخنوش؟.
واعتبرت “الأناضول” أن تجربة أخنوش الكبيرة في الإدارة صقلت شخصيته، وجعلته أحد الأرقام الصعبة بالمشهد السياسي بالبلاد مشيرةً إلى أنه استطاع الحفاظ على منصب وزير للفلاحة الذي تقلده في حكومة عباس الفاسي ، وهو ما جعله حسب ذات المصدر في حكومة بنكيران الأولى يجمد عضويته في حزب التجمع الوطني للأحرار، لأن هذا الأخير لم يكن مشاركا في الحكومة.
واعتبرت الوكالة أن تجربة “أخنوش” الكبيرة في عالم المال والأعمال ساعدته في أن يقود مخطط تنمية الزراعة في المغرب كما أن مجلة “فوربس” المتخصصة صنفته ضمن الأثرياء بالعالم، و في المراتب الأولى للأثرياء بالبلاد، خلال السنوات الماضية.
و قالت الوكالة إنه في يونيو الماضي، قال أخنوش إنه لن يترشح في الانتخابات ولن يعود مجددا لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي جمد عضويته به بعدما شارك في الحكومة إلا أنه حسب ذات المصدر بعد الانتخابات في أكتوبر، عاد وترأس هذا الحزب، ليتحول إلى رقم صعب بالمشهد السياسي، رغم أن محللين ينتقدون طريقة تعامله مع مفاوضات تشكيل الحكومة، حيث يضع الكثير من الشروط، لدرجة جعلت نشطاء مغاربة على شبكات التواصل الاجتماعي يتساءلون “من رئيس الحكومة المغربي هل هو بنكيران أو أخنوش؟”.
ويشكل أخنوش، بحسب مراقبين،تقول “الأناضول” أحد مفاتيح تشكيل الحكومة المغربية، خصوصا أنه يرهن مشاركته بالاستجابة بشرطين، الأول عدم إشراك حزب الاستقلال، والثاني يقضي بإدخال حزبين آخرين للحكومة وهما الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي .
ما سبق حسب “الأناضول” جعل الانتقادات توجه لأخنوش من قبل أعضاء بحزب “العدالة والتنمية” الفائز في الانتخابات والمكلف بتشكيل الحكومة، لكون حزبه لم يحصل إلا على 37 مقعدا، ويتصرف وكأنه الفائز بالانتخابات.
و قالت الوكالة إن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه بنكيران والفائز في الانتخابات البرلمانية،يحتاج إلى التحالف مع أحزاب حصلت على ما لا يقل عن 73 مقعدا مجتمعة، ليصل إلى العدد الذي يتيح له تشكيل الائتلاف الحكومي وهو 198.
و اضافت “الأناضول” أن بنكيران وأخنوش كانا قد دخلا في سباق من نوع آخر في أكتوبر من 2015، حينما اندلع خلاف بينهما حول من يكون آمرا بالصرف لصندوق التنمية الفلاحية، وفي الأخير تمكن أخنوش من أن يكون له ذلك متسائلةً ” فهل سيربح أخنوش معركة مشاورات الحكومة، أم أن الأمر سيعمق من أزمة تشكيلها، لتجرى مباراة جديدة من الانتخابات؟”.