صلاح عبد السلام : لم تكن نيتي أبداً إثارة الإضطراب في الناس كنت فقط أريد الإصلاح ولست مثلاً للإقتداء

زنقة 20 . الرباط

تمكنت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية من الإطلاع على خطاب أرسله المعتقل المغربي على خلفية أحداث باريس الإرهابية سنة 2015 صلاح عبد السلام قبل عدة أشهر، إلى إحدى معجباته الفرنسيات، والذي كسر من خلاله حالة الصمت المطبق التي يلتزم بها منذ اعتقاله في مارس الماضي.

ويقول “عبد السلام” المسجون حالياً في فرنسا، والذي يعتبر الناجي الوحيد من مجموعة الإرهابيين الذين قاموا بالهجوم الإرهابي في العاصمة الفرنسية باريس يوم 13 نونبر 2015 “لا يجب أن تستمتعي إلى أي صوت غير صوت الله في قلبك”.

وذكرت صحيفة “هت نيوز بلاد” على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، أن عبد السلام المسجون حالياً في سجن فلوري ميروغي جنوب باريس منذ 27 أبريل الماضي، خرج عن صمته الذي التزم به تجاه المحققين البلجيكيين والفرنسيين في خطاب أرسله من سجنه الفرنسي إلى إحدى معجباته الفرنسيات، والتي دأبت منذ فترة طويلة على مراسلته داخل سجنه الفرنسي، ووفقاً لصحيفة ليبراسيون الفرنسية “فمن المستغرب أن يخرج عبد السلام عن صمته مع امرأة لا يعرفها” .

لا أخجل من نفسي :

وقالت الصحيفة إن صلاح عبد السلام بدأ خطابه للسيدة قائلاً: “أكتب لك دون أن أعرف من أين أبدأ، لقد تلقيت جميع خطاباتك التي أرسلتها لي وأنا في السجن، وهي التي شجعتني اليوم على الكتابة إليك، في محاولة مني للاتصال مع العالم الخارجي”، ويضيف في كلمات كتبت بخط صغير جداً قائلاً: “أولاً وقبل كل شيء، لست خائفاً أن أرسل للعالم الخارجي شيئاً عني، لأنني لا أخجل من نفسي، وعلاوة على ذلك، لا شيء يمكن أن يقال أسوأ مما سبق أن قيل عني”.

لست مثلاً أعلى :

وذكرت الصحيفة أن صلاح عبد السلام واصل الكتابة للسيدة قائلاً: “أنت مخلصة في كلماتك التي حملتها خطاباتك لي، وعلي أن أكون مخلصاً تجاهك، ولكني أريد أن أعرف منك أولاً ما هي نواياك من هذه الرسائل، لأنني أريد أن أتأكد أنك تكتبين لشخصي، وليس بسبب النجومية التي أحاطت بي منذ القبض علي، حيث تصلني العديد من الخطابات من أناس يعتبرونني معبودهم أو مثلهم الأعلى، وأنا أرفض هذا، فالوحيد الذي يجب أن يكون مثلاً أعلى هو الله وحده”.

مئات الرسائل يومياً :

ووفقاً لصحيفة ليبراسيون الفرنسية، يتلقى صلاح عبد السلام المئات من الرسائل يومياً في سجنه الفرنسي، لكنه لم يرد على أي منها حتى اليوم، باستثناء رده على هذه المعجبة، التي تحيا في مقاطعة “كوت دور” غرب فرنسا.

ويواصل صلاح عبد السلام كلماته إلى معجبته الفرنسية قائلاً: “لم تكن نيتي أبداً إثارة الاضطراب في الناس، كنت فقط أريد الإصلاح، أنا مسلم، وهذا يعني أنني مطيع الله، فهل أنت أيضاً من المطيعين لله؟ إذا لم تكوني كذلك، فحاولي الرجوع إليه، لست مضطرة للاستماع إلى ما يقوله الناس، عليك فقط أن ترجعي إلى ربك، وهو سوف يقودك إلى التوبة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرسالة مؤرخة بتاريخ 11 أكتوبر الماضي، أي في اليوم نفسه الذي أعلن فيه محاميا صلاح عبد السلام الفرنسي فرانك بيرتون والبلجيكي سفين ماري قرارهما بالتخلي عن الدفاع عنه بسبب التزامه الصمت تجاه المحققين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد