زنقة 20 . مكناس
في إطار أنشطته الإشعاعية الشهرية، حل يوم أمس الاثنين 9 يناير 2017 بقصر التراب بمكناس المفكر المغربي والفاعل الثقافي والحقوقي الأستاذ أحمد عصيد ضيفا على المقهى الأدبي الذي دشن افتتاحه الشهر الماضي أستاذ العلوم السياسية و الباحث في الإسلام السياسي الدكتور حسن أوريد.
المفكر الأمازيغي ‘عصيد’ إختار موضوع “ضرورة العلمانية” عنوانا لمشاركته هذه، بحضور عشرات الأساتذة الباحثين والطلبة وجمهور غفير من المثقفين والفاعلين الإقتصاديين والساسيين والمثقفين وثلة من الفاعلين الجمعويين والصحفيين.
اللقاء تميز كذلك بمشاركة مجموعة من النشطاء الأمازيغيين الذين حضروا تكريما للأستاذ عصيد.
وفي كلمته الافتتاحية بمناسبة فعاليات النسخة الثانية، عرج الدكتور المريزق المصطفى أستاذ علم الاجتماع، على مشروع المقهى الثقافي وأهدافه وتطلعات رواده، مبرزا أهمية الإضافة الرمزية لهذه الظاهرة الثقافية الأولى من نوعها في العاصمة الاسماعلية.
وبعد إشادته بالمقهى الثقافي وبمؤسسه الدكتور المريزق، توقف المفكر المغربي أحمد عصيد عند أهمية اختيار موضوع العلمانية في هذا الوقت بالذات الذي نمر منه وطنيا، عربيا وعالميا، مبرزا أن هذا الموضوع يطرح عدة أسئلة سواء في العلاقة مع الدين أو في العلاقة مع الديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء دولة المؤسسات على قاعدة الحرية واحترام الاختلاف.
عصيد وكعادته، ركز في عرضه على ضرورة نهج العلمانية لوقف العنف والتطرف والإرهاب بين التيارات الطائفية المتناحرة على السلطة والخلافة، داعيا الأحزاب السياسية وكل القوى الحداثية التشبث بالعلمانية كحل وكجواب على التخلف والاستبداد، معتبرا أن العلمانية أثبتت عبر قرون من الزمن أنها الحل الوحيد لبناء الديمقراطية الحقيقية، وأن العلمانية جربتها الشعوب وكانت النتيجة التقدم والتطور والتضامن والتعايش وحرية العقيدة والانتماء في ظل أنظمة حكم ومؤسسات عملت على فصل الدين عن السياسة.
وفي حديثه عن الحالة المغربية، اعتبر الناشط الأمازيغي أن المغرب اعتنق العلمانية منذ قرون وحافظ على جذورها التاريخية المتأصلة في مجتمعنا ومارسها في المجنمع القبلي، وأثناء الحماية، وطورها منذ الاستقلال من دون أن تطرح أي مشكل، خاصة وأنه أوضح أن المغرب بلد إسلامي وليس دولة دينية.
أما عن دورة إمارة المؤمنين، اعتبر الباحث المغربي في الفلسفة والتراث الأمازيغي، أن ملك البلاد يلعب دور محوريا في الحفاظ على وحدة البلاد من التطرف الديني واستغلاله (الدين) لإذكاء نار الفتنة والاضطهاد، مستحضرا “خطاب داكار” التاريخي الذي أوضح فيه أن ملك البلاد هو ملك كل المغاربة بجميع أديانهم، مذكرا بما جاء به دستور المملكة الذي يعتبر الإسلام المغربي إسلام وسطي، سمح ومعتدل.
وفي الأخير، دافع بالمكشوف الناشط الأمازيغي والحقوقي، عن الحريات الفردية، معتبرا أن المثلية كما أثبت ذلك العلم، ليست مرادا، بل ميولا بيولوجيا. واستحضر في هذا الباب ما عاناه بعض أساتذة البيولوجيا والرياضيات والفيزياء والفلسفة من اضطهاد في سنوات الجمر والرصاص، وهؤلاء كانوا من المؤسسين الأوائل لترسيخ العلمانية.