زنقة 20 . وكالات
تفاعلت قضية إعفاء الوزراء بالمغرب على المستويين السياسي والشعبي، فبينما يرى مراقبون أن إعفاء الوزراء يُعتبر سلوكا ديمقراطيا يربط المسؤولية بالمحاسبة ويعكس تفاعل أصحاب القرار مع ما تثيره وسائل الإعلام، يرى آخرون أن هذا الموضوع شأن حكومي داخلي لا يستوجب التعليق.
وينتظر أن يعين ملك المغرب محمد السادس وزراء جدداً من اقتراح رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بعد أن تم إعفاء ثلاثة وزراء هذا الأسبوع، ووزير آخر قبل خمس أشهر، لأسباب تتعلق بإدارة شؤون وزاراتهم وأخرى لا علاقة لها بذلك.
ويبرّر رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض إدريس لشكر عدم رغبته في التعليق على إعفاء الوزراء بقوله للجزيرة نت “هذا شأن داخلي يهم رئيس الحكومة وأحزاب الأغلبية، وحديثنا عن هذا التعديل سيتم في الوقت المناسب في إطار تقييمنا لحصيلة عمل الحكومة”.
ممارسة جديدة
من جانبه وصف القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار محمد حنين استقالة الوزراء بـ”الممارسة الجديدة” في المشهد السياسي المغربي، وقال إن “الاستقالة أو الإعفاء يعكسان المنحى الديمقراطي القائم على تطبيق المبدأ الدستوري، الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة”.
وأوضح حنين أن المواطن المغربي لم يتعوّد على هذا السلوك الديمقراطي الدالّ على أن أصحاب القرار يتفاعلون مع الرأي العام ومع ما يجري على الساحة الإعلامية، ويعبّر عن “شفافية في التدبير”.
وأعرب حنين عن أمله في أن تكون الإعفاءات عبرة لباقي الوزراء ليلتزموا بضوابط العمل الحكومي، والتفرغ لمهامهم الحكومية بعيدا عن كل ما يثير حفيظة الرأي العام، وما قد يخدش الصورة التي ينبغي أن يتحلى بها المسؤول الحكومي.
الإعلام يتدخّل
وفي إشارة واضحة إلى تأثير الإعلام في دفع دوائر القرار إلى إعفاء بعض الوزراء، قال بنكيران خلال آخر اجتماع للحكومة إن وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الحبيب شوباني، والوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي وتكوين الأطر سمية بنخلدون، تقدّما باستقالتيهما بعد أن “تدخل الإعلام وأشياء كثيرة”.
وقد تعرض الوزيران المنتميان لحزب العدالة والتنمية إلى حملة انتقاد واسعة بسبب الزواج المتوقّع بينهما بعد أن انفصلت الوزيرة عن زوجها السابق قبل أقلّ من سنة، حيث اعتبرت بعض التقارير أن زواجهما المحتمل “يضر بصورة المغرب”.
وفي وقت لم يتحدث بنكيران عن حيثيات إعفاء الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني عبد العظيم الكروج المنتمي لحزب الحركة الشعبية، قال مصدر مقرّب من رئيس الحكومة -رفض الكشف عن هويته- إن بنكيران طلب إعفاء الكروج بسبب توتر العلاقة بينه وبين وزير التربية الوطنية والتكوين المهني.
فضيحة الشوكولاتة
ويضيف المصدر للجزيرة نت أن رئيس الحكومة من جهة أخرى غير مقتنع بالتوضيحات التي قدّمها عبد العظيم الكروج بشأن “فضيحة الشوكولاتة” التي تفجّرت في بداية عام 2014 حين اتّهمت بعض التقارير الإعلامية الوزير باقتناء 3.5 كيلوغرامات من الشوكولاتة لحفلة عائلية خاصة من أموال الوزارة.
إذ تشير فاتورة الشراء التي تداولتها الصحف، إلى أن قيمة الشوكولاتة بلغت 33 ألف درهم (3432 دولارا)، في حين تمسّك الكروج بكونه اشتراها من ماله الخاص.
وكان الملك محمد السادس كلّف بنكيران باقتراح وزراء جدد في المناصب الشاغرة بعد إعفاء الوزراء الثلاثة، إضافة إلى وزير الشباب والرياضة الذي تقدّم بطلب إعفائه من المسؤولية بعد أن أثبت التحقيق الأولي مسؤوليته في قضية “عشب ملعب الأمير مولاي عبد الله” بالرباط.
وتفجّرت هذه القضية بعد أن تناقلت وسائل إعلام عالمية مشاهد تظهر استخدام وسائل بدائية في تجفيف برك المياه التي ملأت عشب الملعب.